لم تعُد وجبة الفول حكراً على الغلابة والفقراء، بل أصبحت أيضاً طعام الأغنياء الذين لجأوا لتدليله مؤخراً بأسماء «مودرن» ووصفات بطريقة مميزة، لعل أشهرها «طواجن الفول باللحوم» و«ميكسات الطعمية بالجبن»، التى تنافس أشهر وجبات اللحوم والفراخ فى المطاعم الكبيرة بالمدن الجديدة، والأحياء الراقية، مثل التجمع الخامس والشيخ زايد وغيرهما. طواجن الفول فى شكلها الجديد يقوم على إعدادها، شيفات يتفننون فى أنواع كثيرة وتسويتها فى الأفران، ليخرج «الفول المدمس» عن مسماه وطعمه المعتاد متنكراً فى الطواجن، حيث تشمل قائمة الشيف محمد الفخرانى، صاحب عدة مطاعم بالتجمع الخامس ومدينة نصر، أنواعاً متعددة من طواجن الفول باللحوم أو البيض أو الجبنة، مثل «فول بالسجق، فول بالبسطرمة، فول بالسوسيس، فول بالبيض المقلى، فول بالجبنة الموتزريلا»، وغيرها. ورغم تنوع طلبات الزبائن بتنوع طواجن الفول، لكن يبقى «طبق الفول العادى» هو الأساس فى السحور سواء لدى الطبقة الراقية من سكان التجمع والمدن الجديدة أو الطبقات الأخرى، وفقاً ل«الشيف الفخرانى» الذى أكد أن الزبون يفضل سحوراً خفيفاً ومشبعاً لا يسبب له مشكلات فى صيامه نهاراً، قائلاً: «السحور فى الجمهورية كله واحد، وأهم حاجة الفول العادى.. اللى بيفرق فى التجمع القعدات العربى والسفرة والسهرات»، ويقدم نماذج من «طواجن الفول» فى «ساندويتشات» لمن يرغب، «الطاجن مطلوب أكتر فى الأيام العادية». «طواجن الفول» هى فى الأصل مزيج من اللحوم وميكسات الجبن أو البيض مع الفول، ويكون «الطاجن» الواحد منه كافياً لوجبة للفرد أو الأسرة، لذا يقدمه الشيف «الفخرانى» فى الغالب مع «سلطة خضار» و«عيش»، قائلاً: «كافى جداً وبيشبع.. نادراً لما حد يطلب مع الطاجن طعمية وبطاطس أو أنواع تانية»، وهو ما دفعه أن يقدم الطعمية بشكل مختلف مثل الفول: «عملنا طعمية محشية وطعمية بالجنبة الموتزريلا وطعمية بالسجق والجبنة الشيدر وطعمية بلدى وعجة»، تقدم منفردة كأقراص بجانب أنواع أخرى من الطعام والمخللات والسلطات أو «ساندويتشات». يجذب التجمع الخامس أبناء الطبقة العليا وبعض أبناء الطبقة المتوسطة وعدداً لا بأس به من الموظفين والعاملين بالمشروعات، إلا أن طبيعة المكان لا تختلف كثيراً فى التعامل مع وجبة الفول، التى على ما يبدو أنها رغم تغيرها وتحضرها فى ثوب «الطواجن» ما زالت محتفظة بخصوصيتها وطابعها القديم متحدية حداثة المدن الجديدة، حيث يفضل الزبون الفول العادى يلمع على سطحه الزيت والطحينة ممزوجاً بعصرة ليمون ورشة كمون، بحسب الشيف الفخرانى: «الزبون بيدور على الحاجة الخفيفة فى السحور، والطواجن بتمشى معانا أكتر فى الأيام العادية، لأن معظمها بيكون فيها صلصة ولحوم فبتكون تقيلة شوية فى السحور»، لذا يهتم فى رمضان بطواجن الفول الخفيفة مثل طاجن الفول بالقشطة أو بالبيض المقلى أو بالجبن ويقلل بقدر الإمكان من طواجن الفول باللحوم. تخصص الشيف «الفخرانى»، صاحب ال35 عاماً، خريج كلية الحقوق بجامعة المنصورة، فى صناعة الفول والأطعمة القائمة عليها منذ 20 عاماً، وفضلها على اختيار العمل فى المحاماة يقول: «بحب مجال الأكل عموماً»، بدأ صنعته بافتتاح مطعم صغير بمساكن شيراتون مصر الجديدة، ومنذ 4 سنوات اتجه إلى التجمع الخامس ومدينة نصر، ويستقبل شهر رمضان بديكور وزينة خيامية.