اشتعلت الحرب بين مجموعات الأولتراس في إيطاليا، وإدارات الأندية المحلية هناك، بعد الأحداث المتلاحقة التي شهدتها الكرة الإيطالية في الفترة الأخيرة من صدام بين الجماهير وإدارات الأندية، والتي وصلت ذروتها في مباراة يوفنتوس مع شاختار دونتسك الأوكراني في دوري أبطال أوروبا منذ أسابيع قليلة، بعدما أحجمت جماهير يوفنتوس عن حضور اللقاء و ظهر الملعب خاليا من الجماهير، على الرغم من الأداء المتميز الذي يقدمه البيانكونيري منذ الموسم الماضي، وخوضه ما يقرب من 60 مباراة بلا هزيمة في مختلف البطولات. وأعلنت مجموعات أولتراس يوفنتوس، وهي ثلاث مجموعات، أن إدارة النادي وقفت ضدهم بشكل كبير جدا، سواء في أسعار التذاكر التي وصلت إلى 75 دولار للتذكرة الواحدة، بالإضافة للتعنت الأمني في إدخال معدات التشجيع لمباراة شاختار أو مبارة روما التي سبقتها بنحو يومين. كما أبدى رئيس مجموعة "فايكنج" - و هي إحدى المجموعات الثلاث - استيائه من عدم تسلم حصة المجموعة من التذاكر، بالإضافة لتجاهل إدارة النادي لمطالبهم. واشتعلت حرب التصريحات بين مسؤولي يوفنتوس، والأولتراس، فخرج أندريا أنييلي، رئيس النادي، في تصريح قال فيه "حقيقة كان هناك احتجاجات، ويرجع ذلك لعدة مشاكل فيما يتعلق بأسعار التذاكر، حيث كان هناك ارتفاع بالأسعار مقارنة بغيرها من المباريات، وفي الواقع رغم كل شيء إلا عدد المشجعين بالملعب وصل حوالي 30 الف متفرج". في الوقت الذي ردت فيه مجموعات الأولتراس بالقول "أسباب الاحتجاج تعود إلى ارتفاع أسعار الاشتراك السنوي وبعض الخدمات السيئة، فبطاقة المشجع لم تصل منذ قرابة شهر، وبالتالي عدم القدرة على شراء التذاكر المخصصة لبعض المباريات وأيضا مباريات دوري الأبطال"، ولم يقف اعتراض جماهير يوفنتوس عند مباراة شاختار فقط بل استمر حتى مباراة سيينا في الدوري، والتي علقت فيها الجماهير لافتة مكتوب عليها "صمتنا سيصم الآذان" في إشارة لاستمرار المقاطعة، إلا أن إدارة البيانكونيري سرعان ما تراجعت ورضخت لرغبات الجماهير وخفضت تذاكر مباراة الفريق المقبلة أمام نابولي في قمة الدوري الإيطالي والمقرر لها غدا، السبت، في حين ردت الجماهير بتعليق الإضراب في مباراة نابولي فقط لمساندة الفريق، على أن تعود الجماهير للصمت مجددا في المباراة التي تليها مباشرة. ولم تكن جماهير يوفنتوس هي الوحيدة التي أعلنت إظهار غضبها على منظومة الكرة الإيطالية، فكانت شرارة البداية مع جماهير جنوى، التي أجبرت اللاعبين على خلع قمصان الفريق، في أبريل الماضي، بسبب سوء النتائج التي يحققها، وهو ما امتثل له اللاعبون وسلموا قمصانهم للجماهير لأنهم لا يستحقونها، وبالفعل قامت الإدارة بتغيير المدرب وعدد كبير من اللاعبين عقب الإاجتماع مع مجموعات الأولتراس، في حين تسببت جماهير كالياري في هزيمة فريقها أمام روما، بعدما أعلنت اقتحامها ملعب المباراة رغم قرار الاتحاد الإيطالي بإقامة المباراة بدون جمهور. كما عاقبت جماهير أولتراس ميلان، إدارة ناديها بالإحجام عن حضور المباريات، احتجاجا على سياسة إدارة النادي التي تخلت عن أبرز نجوم الفريق زلاتان إبراهيموفيتش، وتياجو سيلفا، في سوق الانتقالات المنقضي، وبلغت الاشتراكات السنوية لمدرجات الأولتراس 26 ألف اشتراك فقط، وهو الرقم الأضعف في تاريخ الميلان منذ أن قرر النادي خوض مبارياته على ملعب سان سيرو، بالإضافة لتنكيس "البانر" الخاص بها في المباريات التي تحضرها اعتراضا على نتائج الفريق.