المتتبع والمراقب لمسار العلاقات المصرية - الصينية سيكون جديرا به التوقف عند عام 2014، هذا التاريخ الذى تشكلت معه مرحلة جديدة من العلاقات بين القاهرةوبكين لا يمكن إغفالها لكونها بكل بساطة مرحلة تأسيس ثانٍ للعلاقات بين الدولتين، رسخت لها طبيعة العلاقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج. علاقات شخصية تعبر عن دبلوماسية رئاسية كانت مهمة فى إعادة رسم وهندسة كثير من علاقات مصر الخارجية خصوصاً مع القوى الكبرى التى ترجمت فى عديد من الزيارات واللقاءات المتبادلة وفى عبارات الإطراء من قبل القيادة الصينية التى ترى أن مصر نموذج حقيقى لما ينبغى أن تكون عليه الشراكة بين الصين وأفريقيا. يكاد يكون هناك تطابق فى المواقف السياسية بين القاهرةوبكين سواء فيما يتعلق بقضايا المنطقة أو حتى القضايا العالمية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، كما جاءت جائحة كورونا لتشكل أزمة فارقة فى تطور مسار العلاقات بين البلدين. كما أن الصين تدخل فى كثير من المشروعات داخل مصر، ولديها نحو 1500 شركة عاملة فى مصر، فى وقت يرى دبلوماسيون أن العلاقة مع بكين من أهم العلاقات، كما أن القاهرة عاصمة ذات أهمية كبيرة على صعيد التعاون الصينى مع العواصم العربية. «الوطن» ترصد هنا الطفرة التى شهدتها العلاقات المصرية الصينية وكذلك العلاقات الصينية العربية، وأفق تطورها، لا سيما أنها تمر اليوم بمنعطف مهم وخطير بعد جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، وغيرهما من التحديات التى يواجهها العالم.