استطاعت مصر فى سنوات محدودة أن تحفر لنفسها مكانة متميزة بين القوى الكبرى، مستفيدة من البعد التاريخى للدور المصرى، وفى نفس الوقت التجربة التنموية الطموحة، والسعى المتواصل لدعم الاستقرار والسلام العالمى. ورغم أن الظروف الدولية صعبة للغاية والطبيعى أن تخسر فيها دولة كمصر بعض القوة أو تتأثر بتلك الظروف، إلا أن القاهرة استطاعت أن تحقق معادلة التوازن الصعبة بين هذه القوى المتصارعة والمنافسة فى معادلة بكل تأكيد تحسب لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى وقدرات الدولة المصرية العريقة. علاقات راسخة مع الولاياتالمتحدة العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر فى كل الأحوال هى علاقات طيبة وسليمة ومفيدة للبلدين، وكذلك مفيدة للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وهناك تعاون كبير بين البلدين فى هذا السياق. والحقيقة أنه تاريخياً كانت مصر ولا تزال دولة مهمة فى ما يتعلق بالمصالح الأمريكية والأمن القومى الأمريكى، وذلك لأن مصر تتمتّع بجغرافيا مميزة وديموجرافية ومواقف دبلوماسية أيضاً مميزة. علينا أن نأخذ فى الاعتبار أن مصر على أرضها توجد قناة السويس التى افتتحت عام 1869، وهى أحد أهم الممرات البحرية فى العالم كونها تربط البحرين المتوسط والأحمر، ويقدر مرور 10% من التجارة العالمية عبرها عام 2022، إلى جانب أنه يُقدر أن 7% من النفط العالمى يمر عبر قناة السويس. مصر دولة كبيرة سكانياً، كما أنها تحتضن جامعة الدول العربية، وجامعة الأزهر، التى تعتبر من أقدم الجامعات المتعلقة بالدراسات الإسلامية فى العالم. ومنذ تولى الرئيس الأمريكى الحالى جوزيف بايدن، فإنه عمل على مراعاة التوازنات والقناعات المتعلقة بالعلاقات مع جمهورية مصر العربية، كما أنه يشيد كذلك بالدبلوماسية المصرية فى مختلف المواقف. والولاياتالمتحدة تواصل تقديم الدعم. وتبرر هذه المساعدات المقدّمة لمصر من قِبل واشنطن بأنها استثمار فى الاستقرار الإقليمى والتعاون طويل الأمد مع مصر. جبريال صوما - عضو المجلس الاستشارى للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب اهتمام صيني بريادة مصر في أفريقيا تعيش العلاقات بين الصين ومصر واحداً من أزهى عصورها خلال السنوات الأخيرة، وتحديداً فى ظل وجود الرئيس تشى جين بينج والرئيس عبدالفتاح السيسى، إذ إن بكين بكل وضوح وجدت فى القاهرة خلال الفترة الأخيرة النموذج العلمى للشريك السياسى والاقتصادى والأمنى، بل إن بكين تنظر إلى الشراكة والعلاقات مع القاهرة كنموذج لما تريد الصين أن تكون عليه العلاقات مع الدول الأفريقية. إن القاهرة لديها مكانة كبيرة فى العالم العربى، وبكين تقدّر وتدرك ذلك، كذلك فإن مصر تنظر باعتبار وبأهمية بالغة للعلاقات مع الصين، ويجمع البلدين عدد من المبادئ المشتركة فى التعامل مع الأزمات والقضايا الدولية وهى كثيرة للغاية خلال الفترة الحالية، وهى السعى المشترك دائماً للتوصل إلى حلول سلمية، ورفض التدخّلات الخارجية فى شئون الدول، أيضاً لدى القاهرةوبكين القناعات نفسها إزاء التعامل مع التهديدات الأمنية، خصوصاً ما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب، الذى كان للمصريين رؤية متميزة فيه تم طرحها فى عدد من المحافل الدولية. وكانت جائحة فيروس كورونا نموذجاً للتعاون بين الصين ودولة أفريقية وعربية، ورأينا الدعم الصينى الكبير بالمعدات والأدوات الطبية لمواجهة الجائحة، ورأينا كذلك زيارة وزيرة الصحة السابقة هالة زايد إلى الصين فى أشد فترات انتشار الفيروس. وكذلك تقوم الصين بعدد كبير من المشروعات فى الأراضى المصرية، وهى مشروعات ذات نفع وعائد مشترك بين البلدين. نادر رونج هوان - كاتب صحفى صينى تقدير روسي ل«الدُب العربي» روسيا تنظر إلى مصر باعتبارها صاحبة الدور الطليعى على المستوى العربى والإقليمى، لمَ لا ومصر هى أكبر دولة من حيث عدد السكان فى المنطقة بأكثر من 100 مليون نسمة، وستكون هى ما يُمكن تسميته «الدب العربى»، كما أن مصر لديها اقتصاد يمكن وصفه بأنه اقتصاد قوى وفق مجموعة مختلفة من الحسابات، وفى إطار سير الاقتصاد حالياً، فهو واحد من أقوى الاقتصادات فى العالم صناعياً وزراعياً. ولهذا فإن موسكو تقدّر الدور المصرى، الذى يأتى فى المقدمة دائماً، ولهذا فإن الجانب الروسى حريص دائماً على التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، بل إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ينظر إلى العلاقات مع القاهرة بشكل خاص، هناك تعاون فى الصناعة والزراعة وفى الثقافة وفى كل شىء تقريباً، كما أن القاهرةوموسكو لديهما تعاون فى كثير من القضايا على المستوى الإقليمى. وفضلاً عن ذلك، فلا يخفى على أحد طبيعة العلاقات التاريخية والممتدة بين مصر وروسيا والطابع الاستراتيجى لها وما تملكه من تاريخ مجيد، وفى الفترة الأخيرة، فإن العلاقات مع القاهرة اكتسبت أهمية فى ظل الصدام الحاصل فى العالم حالياً وما كان له من انعكاسات على العالم العربى والعالم الإسلامى بشكل عام، وفى هذا السياق تبدى موسكو اهتماماً بالغاً للعلاقات مع العالم العربى بما فى ذلك مصر. دور مصر فى العالمين العربى والإسلامى فى رأيى الشخصى هو رقم واحد، بدليل أن جامعة الدول العربية مقرها القاهرة وليس أى عاصمة عربية أخرى. فيتشسلاف ماتوزوف، الدبلوماسى الروسى السابق