معدن الإنسان يظهر وقت الشدة.. ربما ينطبق هذا المثل بشكل عملي في مصر، ففي كل حادث يهرول المصريون لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو التدخل لحل الأزمة، وهذا ما ظهر في حادث طلاب طب الشرقية، أمس الأربعاء، إذ قفز 4 أشخاص في مياه الترعة رغم عدم إجادتهم للسباحة بشكل جيد لإنقاذ الضحايا. «مين بيعرف يعوم؟».. كلمات كان يرددها عجوز لم يظهر سوى صوته في فيديو قصير للحادث وانتشر عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، ليقرر 4 أشخاص في أقل من دقيقة النزول لمياه الترعة وإنقاذ أحد المصابين وإخراجه من السيارة. شاهد عيان: الشباب لم يترددوا رغم عدم إجادتهم السباحة وقال سعيد هنداوي، مدرس، وأحد شهود العيان ل«الوطن»، إن الحادث وقع في ترعة أبو الأخضر على الحدود بين مركزي الحسينية وفاقوس في محافظة الشرقية، حيث قفز شخص في مياه الترعة ووصل إلى السيارة، ما شجع اثنين آخرين للقفز وتبعاه، ثم قفز شخص رابع كان من الواضح عدم إجادته للسباحة، وكلهم حاولوا فتح أبواب السيارة. وذكر أنه رغم عدم إجادة الشباب للسباحة بشكل جيد، إلا أنهم نجحوا في إخراج أحد المصابين في حادث الشرقية، وتمكنوا بمساعدة آخرين في سحب السيارة من منتصف الترعة. وتابع «للأسف ماعرفناش منهم حد، لأن فور وصول الإسعاف الكل كان مشغول في الكارثة، ووفاة الأصدقاء الأربعة في حادث أقل ما يوصف به أنه كارثي». حزن بين الأهالي وشهد مركز الحسينية حالة من الحزن، اليوم الخميس، بعد تشييع جثامين طلاب الشرقية، والذين لقوا مصرعهم في حادث واحد أمس الأربعاء، فيما حضر الجنازة أكثر من ألفي شخص لتشييعهم إلى مقابر أسرهم. وقال عبد العزيز متولي، أحد أهالي مركز الحسينية وصديق أحد الشباب المتوفين، ل«الوطن»، أن الضحايا كانت تربطهم علاقات طيبة مع عدد كبير من أهالي القرية، مضيفا «لم نصدق الخبر، والكل هرع الي مكان الحادث وإلى المستشفى، وكانت الكارثة وفاة أربعة في لحظة».