لم تستغرق قوات الحماية المدنية سوى 5 دقائق فقط للانتقال إلى موقع حريق كنيسة أبي سيفين بمنطقة إمبابة في الجيزة، الذي راح ضحيته 41 شخصا، بخلاف نحو 15 مصابا، انتقال قوات الحماية المدنية إلى موقع الحريق في هذه الفترة الزمنية القليلة للغاية عكس جاهزية القوات واحترافيتها في التعامل مع بلاغ الحريق الذي تلقته الأجهزة الأمنية في الثامنة و57 دقيقة، لتصل في غضون 5 دقائق، أي في 9 ودقيقتين، بحسب تصريحات متطابقة لشهود عيان ومدير أمن الجيزة اللواء هشام أبو النصر. سلسلة بطولات عقب وصول القوات، توالت سلسلة من البطولات التي سطَّرتها قوات الحماية المدنية، وفقا لما ذكره شهود عيان وما وثقته الصور، والفيديوهات، والكاميرات من موقع الحادث، الذي أسفر عن إصابة ضابطين و3 أفراد شرطة، بذلوا مع زملائهم جهودا مضنية على مدار نحو 4 ساعات في إطفاء الحريق المروع ومنع امتداده إلى العقارات المجاورة، حيث تعاملت قوات الحماية المدنية بشكل احترافي ووطني مع الحريق، في محاولة للسيطرة عليه ومنع تفاقم الخسائر الناجمة عنها. ملحمة لرجال الحماية المدنية موثقة بالصور وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التعامل البطولي والفدائي لرجال الحماية المدنية مع الحريق، متجاوزين كل صعوبات المكان، من ضيق المساحة واتساع نطاق النيران، وظهر رجال الحماية المدنية وهم يتسابقون على إنقاذ الضحايا، وإجلاء المصابين حملا على الأكتاف، من كبار السن والأطفال، والمصابين بإصابات جسيمة، بالإضافة إلى إخراج الوفيات من مبنى في ظروف بالغة التعقيد شملت ضيق الممرات واتساع نطاق النيران، وإحاطة الكتل السكنية بمبنى الكنيسة من كل اتجاه. عمل بطولي ممتد لم تتوقف بطولة رجال الحماية المدنية عند هذا الحد، بل واصلوا العمل على مدار الساعات التي تلت إطفاء الحريق، في تبريد المبنى، لمنع اشتعال النار مرة أخرى، لتوثق الصور الملتقطة من موقع الحريق، حالة الإجهاد والتعب التي ألمت بالقوات عقب ساعات عصية من العمل الملحمي، وحسب بيان ل«الداخلية» أصيب ضابطان و3 أفراد وتمت السيطرة على الحريق وإخلاء المصابين والمتوفين ونقلهم للمستشفيات، كما أسفر الحريق عن إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية. أسفر فحص أجهزة الأدلة الجنائية أن الحريق نشب بتكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة، والذي يضم عددا من قاعات الدروس نتيجة خلل كهربائي وأدى ذلك لانبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات.
