"التطهير" كلمة رددها المصريون في جميع ثوراتهم التي قاموا بها، وارتفعت هتافاتها في حناجر الملايين من المصريين الذين شاركوا في ثورة 30 يونيو، بعد أن حاول الرئيس المعزول محمد مرسي، فرض سيطرة جماعته على مؤسسات الدولة، لاستبدال الحزب الوطني بجماعة الإخوان المسلمين، لكن الشعب كان يقظًا لهذه المحاولة وأفشل المخطط الإخواني. بعد مرور أكثر من عام على ثورة 30 يونيو، ما زالت الكثير من مؤسسات الدولة تحتاج إلى تطهير من خلايا إخوانية ما زالت تحتلها، فكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع إيتاي البارود خير دليل على وجود خلايا إخوانية تسيطر على المؤسسات العلمية هناك، حيث إن عميد الكلية الدكتور أبوالسعود أحمد الفخراني، ما زالت كلماته التي قالها قبل ثورة 30 يونيو يرددها الجميع، حينما أعلن فيها تأييده لشرعية محمد مرسي. "نناشد المخلصين في هذا المجتمع التمسك بالدستور وإرادة الشعب المصري، وإرادة الصندوق هي الحاكمة، وإلا ضاعت البلاد ودخلت في الفوضى"، كلمات قالها عميد كلية اللغة العربية هناك ليعلن فيها رفضه لثورة 30 يونيو، والذي ما زال يمارس مهام عمله كعميد للكلية بحسب الموقع الرسمي للكلية، دون أن تطوله آلة التطهير. وبالتزامن مع حركة العمداء في الجامعات غدًا، والتي من المتوقع ألا تقوم بالتطهير المطلوب للجامعات من الخلايا الإخوانية النائمة، يرى الدكتور أيمن عبدالوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أنه ليس هناك إرادة حقيقية لتطهير المؤسسات الجامعية من عناصر الإخوان، كما أن بعض هذه العناصر يكون غير ظاهر لنشاطه، ويدعم الجماعة الإرهابية في الخفاء. ويضيف عبدالوهاب، ل"الوطن"، أن تطهير مؤسسات الدولة من عناصر الإخوان سوف يستغرق الكثير من الوقت في ظل وجود إشكاليات قانونية وإدارية، في كيفية اكتشاف هذه العناصر ومحاربتها.