قالت مجلة بريطانية إن الفنانين الساخرين في منطقة الشرق الأوسط طالما استخدموا فنهم لانتقاد أوضاع استبدادية يعيشون في ظلها، حتى وإن لم يثمر هذا الفن عن تغيير كبير لتلك الأوضاع. ورصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، محاولة بعض هؤلاء الفنانين في الوقت الراهن استخدام فنهم للتصدي ل"الدواعش"، منتقدين أفكارهم البالية وطرق عيشهم الشاذة القائمة على تفسيرهم المزاجي للدين الإسلامي. ورصدت النجاح الكبير الذي حققته أغنية "مدد يا سيدي أبو بكر البغدادي" الساخرة من زعيم "الدواعش" وخليفة المسلمين، بحسب مزاعمه. وأوردت المجلة البريطانية، بعض كلمات الأغنية التي غنتها إحدى الفرق اللبنانية، مثل: "لو كنت بقرة، لكنت ألبس سوتيان" في تهكم واضح على فتوى صدرت عن علماء "الدواعش" بوجوب تغطية ضرع البقرة لأنه عورة ولأن الحشمة تقتضي ذلك، وأيضًا كلمات: "يا حاكم بأمر الله، يا ناصر لشرع الله، يا سايق عباد الله، على هاوية ولا بعدها هاوية". ولفتت "الإيكونوميست" البريطانية، إلى أن الحرب على "الدواعش" لم تقتصر على الائتلاف الأمريكي وغاراته الجوية، راصدًا ائتلافًا آخر يمتد من بيروت إلى بغداد، جنوده هم الفنانون وأسلحتهم هي أدواتهم كل في مجاله. وأوضحت المجلة البريطانية، أن أبرز مواطن السخرية في هؤلاء "الدواعش" التي يشتغل عليها هؤلاء الفنانون هي مجافاة دعواهم، بالتشبث بتعاليم الدين في عصره الأول، لأسلوب حياتهم الذي يتقنون فيه استخدام أحدث أدوات التقنية المعاصرة مثل "تويتر". ورصدت المجلة عرضًا مسرحيًا أسبوعيًا "كتير سلبي" تقدمه إحدى المحطات الفضائية اللبنانية، يسخر من تناقض سلوك أحد "الدواعش" يوافق على ركوب سيارة أجرة بينما يعرب عن استنكاره بعض المخترعات الحديثة كالراديو، الأمر الذي يثير غضب السائق فيطرده من سيارته قائلًا: "انتظر ناقة" بدلًا من السيارة. وفي العراق رصدت "الإيكونوميست" رواجًا جماهيريًا حققه مسلسل "دولة الخرافة" أو دولة الكفار الساخر من "الدواعش" وطرق حكمهم، مشيرة إلى تحقيق المسلسل رواجًا جماهيريًا كبيرًا، لافتة إلى جرأة الفنانين في مناطق قريبة من أماكن تمركز "الدواعش" في كل من سورياوالعراق، حيث لا يجرؤ أحد على السخرية من التنظيم صراحة دونما عقاب، راصدة انتشار الرسوم الكاريكاتورية في مدينة "كفر نبل" السورية المشهورة بلافتاتها الساخرة.