هل تخيلت يوماً أن ترقص على إيقاع «مقشات» أو «جرادل»، أو تصنع نغمات موسيقية بالطرْق على أكواب المياه أو علب المياه الغازية المستعملة؟ هذا ما قررت مريز إسحاق، وزوجها جورج وهيب، تقديمه فى ورشة «الإيقاع بالجردل والبرميل» فى مركز «التحرير لاونج». يقف المشاركون من الشباب والفتيات فى صمت، تطلب منهم «مريز» أن يُرهفوا السمع لكل ما حولهم من أصوات حتى لو كانت حفيف أوراق شجر أو حركة الهواء: «تخيلوا لو تلك الأصوات يمكن الرقص عليها»، يبدى البعض دهشتهم من اقتراح «مريز»، ولكنها تنظر إليهم بابتسامة فيها نوع من العتاب: «اتفقنا إن الورشة مش هيبقى فيها حاجة تقليدية.. إحنا مستعدين للرقص حتى لو مفيش مزيكا». على الرغم من غرابة الفكرة فإن «مريز» لا تجد الأمر غريباً.. «الأمر بدأ بورشة فى الجامعة الأمريكية مع جورج وهيب، وكنا نرغب فى تقديم رقصة على مزيكا ماتكلفناش حاجة، وتكون مختلفة»، قالتها «مريز» وهى تطالب المشاركين بضرورة نسيان أى شىء داخل الورشة إلا شيئاً واحداً هو رغبتهم فى الرقص والتعبير عن أنفسهم بأى شكل. الأدوات التى يرقص عليها المشاركون فى الورشة تشمل عدداً كبيراً من المقشات والشراشيب والجرادل و«الكانزات» والبراميل، والتى تعتبرها وسيلة طبيعية للرقص. «المصنع» هو الاسم الذى اختارته «مريز» وزوجها لاسم الورش التى يقدمانها: «هو اسم رمزى لأن المصنع دايماً بيبقى فيه آلات وأدوات ليها أصوات مختلفة وجديدة». قدمت هذه الورش فعالياتها فى عدد كبير من المحافظات، ولكن الغرابة كانت الطلبات التى وصلت إليهم من أحد البنوك وإحدى شركات المحمول الشهيرة وكلاهما طلب منهم أن يقدموا ورشة رقص للعاملين: «فى أحد البنوك عملنا ورشة للعاملين بناء على طلب البنك نفسه علشان نساعدهم على التواصل وإنهم يسمعوا بعض، ونجحنا فى ده فعلاً».