داخل أحد المخازن بمنطقة الجيزة، استدرج «عمرو» زميله «حنفي»، بداعي سداد الدين الذي طالما طالب به الأخير مرارا وتكرارا، لبّى الأخير الدعوة ظنا منه أنه سيحصل على أمواله التي تأخر «عمرو» في سدادها.. كانت الساعة تُشير إلى ال11 من مساء يوم 25 نوفمبر العام الماضي، كانت آخر ساعات «حنفي» في الحياة، قبل أن يصل إلى المكان، ويباغته «عمرو» بضربة حجر على رأسه، ثم انهال عليه طعنا ب«ساطور»، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وكُتبت آخر مشاهد حياته داخل هذا المكان الذي طالما تزاملا فيه أثناء عملهما بالجزارة، ووضعه داخل جوال، وسرق هاتفه وحذاءه.. كان «حنفي» مبادرا بالإحسان تجاه «عمرو» لكن الأخير ردّ بالغدر، فعاقبته محكمة جنايات الجيزة، أمس، بالإعدام شنقا حتى الموت، لإدانته بارتكاب جرائم القتل العمد والسرقة. محتاج فلوس سلف تفاصيل الواقعة، ذكرتها أوراق القضية رقم 5604 لسنة 2020 جنايات جنوبالجيزة، وأوضحت أن القاتل «عمرو عبدالله أحمد»، اقترض مبلغا ماليا من المجني عليه «حنفي سالم محمد»، وتأخر عن موعد السداد المُحدد بينهما سلفا، فبدأ «حنفي» في مطالبته برد المبلغ، دون جدوى، وتكرر الأمر كثيرا دون رد. هخلص منه أوضحت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة في القضية، أن القاتل «عمرو» خطط وعقد العزم على قتل «حنفي» للتخلص من استمرار مطالبته برد المبلغ، فأجرى اتصالا به يوم 25 نوفمبر العام الماضي، وحدد له موعدا ومكانا لتسلم أمواله _ على خلاف ما يضمُر_، وأعدّ حجرا وساطورا لتنفيذ الجريمة. حجر وساطور انتظر «عمرو» قدوم «حنفي» إلى المكان المتفق عليه، وما إن وصل الأخير إلى هناك، حتى باغته بضربة على رأسه ب«حجر»، ثم استخدم الساطور في جريمته، بتوجيه طعنات وضربات على رأس «حنفي» وفي جسمه، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم سرق هاتفه المحمول وحذاءه وطقم أسنانه ووضعه داخل جوال، وانتظر حتى موعد الفجر، لوضع الجثة داخل أحد صناديق القمامة، إلا أنه فضّل الإبقاء عليها في مدخل أحد العقارات، حتى تم اكتشاف الجثة، وإبلاغ الشرطة. القاتل يعترف وتمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة، من القبض على «عمرو» بعدما أثبتت التحريات ارتكابه الجريمة بقصد الانتقام من «حنفي»، واعترف تفصيليا بالواقعة، كما أجرى محاكاة للجريمة بحضور النيابة العامة، واعترف خلال التحقيقات أيضا، وكذا خلال جلسات النظر في تجديد حبسه، المنعقدة بتواريخ 30 نوفمبر و14 ديسمبر 2020 و21 يناير 2021. محاكمة جنائية وفي ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، أمرت بإحالة «عمرو» للمحاكمة الجنائية، حيث مثُل أمام محكمة الجنايات برئاسة المستشار مدني دياب مهران، وعضوية المستشارين وائل فاروق إسماعيل وسمير صلاح الدين محمد، وسكرتارية أيمن عبداللطيف، والتي أحالته للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وأصدرت الحكم بإعدامه شنقا حتى الموت، عما نُسب إليه.
