120 ثانية، مدة المكالمة التي أجرتها الأم مع العشيق، مكالمة كانت الحد الفاصل بين حياة الصغار الثلاثة، مكالمة كانت «المسمار الأخير» في نعش أم تجردت من كل مشاعر الرحمة وتخلصت من أطفالها، جمعتهم معًا لآخر مرة، منحتهم عصيرًا، لم يفكروا قبل تناوله، ولم يشعروا بتغير مذاقه، ولم يخطر ببالهم أو ببال الزوج -الذي تمّ إنقاذه- أنَّ الطعنة تأتي من الأمان الوحيد لهم في الدنيا، وأنَّ الأم خططت للتخلص منهم بالسم. لغز جريمة مقتل أطفال قنا الثلاثة على يد والدتهم بالعصير الممزوج بالسم، كشفته مكالمة هاتفية بين المتهمة وعشيقها، حيث بينت تحريات المباحث أنَّ الأم والعشيق تحدثا قبل الجريمة بقرابة 8 ساعات من أجل الاتفاق على موعد للمقابلة حتى تتسلم فيه الأم السم من العشيق لتبدأ في مهمة تنفيذ الجريمة، وبالفعل التقيا بعد تلك المكالمة بقرابة ساعة، وأخذت الأم 4 «علب عصير» داخلها جرعات مركزة من السم مزجت بعصير المانجو، وعندما عادت إلى منزل أسرتها لم تتردد في تنفيذ الجريمة بقلب متحجر وقدمت العصير للأطفال وزوجها. العشيق اشترى السم من القاهرة بحجة التخلص من «كلاب الصعيد» المكالمة الهاتفية التي جمعت سيدة قنا وعشيقها كانت الأخيرة قبل وقوع الجريمة، وبحسب تحريات المباحث، قال العشيق للأم: «تعالي خدي العصير، العلب الأربعة فيها سم مركز، دقايق وكل حاجة هتبقى تمام»، وسبقها مكالمات ولقاءات كثيرة للاتفاق على خطة الجريمة. وحسب التحريات، اتفق العشيقان على إزاحة الأسرة من طريقهما بشكل تام حتى يخلو لهما الجو، وانتهى الاتفاق إلى إحضار العشيق للسم من القاهرة حتى يبعد الشبهة عنه وعن عشيقته ونجح في شرائه من محل منظفات مدعيًا أنَّه يرغب في التخلص من الكلاب الشرسة في الصعيد ووضع كمية من السم المركز في علب عصير، وأضاف إليها كمية صغيرة من عصير المانجو وأعاد غلق العلب الأربعة بشكل جيد قبل أن يسلمها لشريكته في الجريمة التي نفذتها على وجه السرعة. مشهد مرعب الأطفال «أمير وأميرة وآدم» تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 10 سنوات ، كانوا ضحية الغدر من والدتهم المعروفة بسيدة قنا قاتلة أطفالها الثلاثة التي قدمت لهم السم فماتوا أمامها في مشهد مرعب، بينما نجا الأب من موت محقق بسبب بسرعة نقله إلى المستشفى لإسعافه، في حين كانت تتظاهر الأم بدموع التماسيح أمام أسرتها والجيران مدعية أنَّ أطفالها وزوجها تناولوا عصير فاسد، لكن المباحث كشفت الجريمة وألقت القبض عليها وعلى عشيقها وقررت النيابة حبسهما على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات حبسهما أيضًا بذات التهمة وهي القتل العمد مع سبق الإصرار.
