عين العالم تتجه صوب المكان الذي تنعقد فيه مراسمه، يجتمعون للعب كل 4 سنوات، تسلط عليهم أضواء الدنيا، يتصدرون الأخبار ويتقلدون الذهب والفضة ويصنعون لهم تاريخا، هو حال العالم كلما حلت الألعاب الأولمبية، لكن حال أبناء الندى والنار.. الدم والرماد.. لا يقل جلالا عن أبناء الأولمبياد. يخوضون الألعاب نفسها لكن أكثر قسوة في واقعها، فللعالم ألعابه ولهم ألعابهم. لا تنتهي «ألعاب فلسطين اليومية» دوما بانتصار وإن حدث فيدفع المنتصر ثمن انتصاره ولو بعد حين، هنا أرض فلسطين الملطخة بالدم، هنا قفز حواجز جيش الاحتلال، والسباحة هربا من القذائف والطائرات، هنا مصارعة شرطة الاحتلال، وهنا ركل قنابل الغاز بدلا من لعب الكرة.. هنا تسلق الجدران بدلا من متعة تسلق الجبال، هنا كل شيء ليس كأي شيء خارج هنا. المقارنة بين العالمين عبر عنها الرسام الفلسطيني نادر أسمر، البالغ من العمر 23 عاما، فمنذ ولادته في مدينة رام الله، وهو شاهد على بطولات أبناء وطنه اليومية، فعبر في مقارنة عن أحوال العالم تجاه الأولمبياد والقضية الفلسطينة من خلال رسوماته، التي جسد فيها بطولات الشعب الفلسطيني التي تتجاوز في صعوبتها حدث «طوكيو» الأهم. شاب يركل قنبلة الغاز بدلا من الكرة، وآخر يقفز حواجز شرطة الاحتلال للوصول إلى منزله، تلك هي بعض رسومات الفنان الفلسطيني الذي تخرج في كلية الفنون تخصص «جرافيك»، فحزن من اهتمام العالم بالبطولة الرياضية، ونسيانه بطولة الشعب الفلسطيني المكافح لاستعادة وطنه، «هنا فيه بطولات أكبر وأخطر». رسومات «نادر» التي نفذها على مدار عدة أيام متواصلة، رغب بها أن يرسل رسالة إلى العالم أجمع الذي يهتم ويتابع الأولمبياد «بوصل صوت ونضال شعبي للعالم، وأقول إن القضية الفلسطينية هي قضية كل شريف»، فعمل على رسم تلك الرسومات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتصل لأكبر عدد ممكن. لم تكن هذه الرسومات هي الأولى التي يعبر بها الشاب الفلسطيني عن قضية وطنه، فعبر برسوماته ال«ديجتال آرت»، عن النكبة وآثار حرب 48، وفي رسومات أخرى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون، وحكايات النضال في وجه المحتل، معلنا أن فلسطين قضيته الأبدية، «هنا أرضنا.. هنا أولمبيادنا.. هنا صمودنا ولو كره الكارهون.. هنا قضيتنا الأبدية.. هنا أولمبيادنا اليومية».