شهدت محركات البحث عدة تساؤلات خلال الساعات القليلة الماضية، حول صيام الأيام البيض، حيث تستعرض «الوطن» في هذا التقرير تحت عنوان «صيام الأيام البيض من كل شهر.. ليست 6 من شوال»، الأيام التي يطلق عليها الليالي المقمرة، والتي يتم صيامها وليس لها علاقة بصيام 6 البيض من شوال عقب عيد الفطر المبارك. صيام الأيام البيض اتفق أئمة العلماء أن صيام الأيام البيض من كل شهر من السنة، وصيام الأيام البيض يُقصد بها أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر عربي، وعن أسباب تسمية الأيام البيض بهذا الاسم، فإن الأمر يعود لاكتمال القمر بها ورؤيته بشكل واضح ناصع البياض فى السماء. وعن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة». وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه وصَّى المسلم بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من غير تحديد لهذه الأيام، ولكن يُستحب من المسلم أن يكون صيامه أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، وقال قدامة بن ملحان رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ قال وقال : هو كهيئةِ الدهرِ). حكم صيام الأيام البيض ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى استحباب صيام الأيام البيض؛ لورود الأحاديث النبويّة التي تحثّ على صيام هذه الأيام. و في أمر صيام الأيام البيض قال الرسول صلى الله عليه وسلم (صم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر)، وإن تركها المسلم فلا إثم عليه، ولكنه سيحرم من الأجر العظيم الذي يضاعفه الله تبارك وتعالى لمن يشاء من عباده الصالحين وأكد على ذلك الأجر القرآن، ومن يصوم الأيام البيض فكأنما صام الدهر كله ويؤجر على صيامها بأجر عظيم ومضاعف. فوائد صيام الأيام البيض روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ نظرَ إلى القمَرِ، فقالَ: يا عائشةُ استَعيذي باللَّهِ من شرِّ هذا، فإنَّ هذا هوَ الغاسِقُ إذا وقَبَ). وقد فسرت بعض الدراسات العلمية ما المعنى من وراء هذا الحديث الخاص ب«صيام الأيام البيض»، حيث أوضحت تلك الدراسات أنّ القمر له أثر في نفسيّة الإنسان تظهر عندما يكون بدراً. وفي الفترة التي يوصى الصيام بها تحت مسمى صيام الأيام البيض، يزيد للإنسان في تلك الفترة التهيّج العصبيّ والتوتر النفسيّ، ويرجع سبب ذلك وتفسيره علميّاً إلى أنّ جسم الإنسان يتكوّن من 80% من الماء، أما الباقي فهو فقط المواد الصلبة، تماماً كسطح الأرض. كما تفسر الدراسة: «أن قوة جاذبيّة القمر تسبب المد والجزر في البحار والمحيطات، فإنها تسبب أيضاً هذا المدّ في جسم الإنسان، وهذا يحدث عندما يكون القمر مكتملاً في الأيام البيض؛ فذلك يُدلّل على أن للقمر في دورته الشهرية أثراً ظاهراً وحقيقة ثابتة من حيث التأثير الفعلي في سلوك الإنسان».
