قالت صحيفة ذا اندبندنت البريطانية أن أزمة تفشي وباء كورونا في البلاد، أدت الى اشتعال السوق السوداء إذ بلغت حقنة «ريمدسفير» لعلاج أعراض الفيروس، 18 ألف روبل أي ما يقرب من 173 جنيهًا إسترلينيًا. وتنقل الصيحفة عن الهندية كانيكا ساكسينا، التي حولت لأحد الأشخاص ثمن الحقنة، قولها: «انتظرنا سبع ساعات حتى يقوم هذا الرجل بإعطاء الحقن، حاولت الاتصال به من 9 أو 10 أرقام مختلفة على الأقل، لكنه لم يرد مطلقًا، لقد توقف عن الرد على الرسائل النصية بعد أن أرسلت له ما يثبت ويوضح أن الأموال قد تم تحويلها إلى حسابه». وذكرت الصحيفة أن هذه ليست حادثة منعزلة في الهند التي طغت عليها موجة ثانية قاتلة من الفيروس مع انهيار نظام الرعاية الصحية. وذكرت الصحيفة أن المستشفيات تبعث رسائل استغاثة حول نقص الأكسجين، ويُترك المرضى دون رعاية مع نفاد الأسرّة ويضطر الناس إلى ترتيب الأدوية بأنفسهم. وأجبرت الأزمة الأشخاص اليائسين على شراء الأدوية والأكسجين لأحبائهم بالتوجه إلى السوق السوداء أو الاتصال بأرقام الموزعين المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. ووقع العديد منهم فريسة لعمليات الاحتيال وخسروا أموالهم أثناء انتظار الأدوية المنقذة للحياة. وقال إندرانيل موخيرجي، وهو مؤلف مقيم في دلهي، للصحيفة إنه اتصل بالعديد من الأرقام التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أثناء محاولته العثور على أسطوانة أكسجين لصديق. وأبلغت الهند عن 360960 حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد في غضون 24 ساعة حتى صباح الأربعاء، ليرتفع عدد الإصابات إلى ما يقرب من 18 مليونًا، وتم الإبلاغ عن 3293 حالة وفاة، ليصل عدد القتلى إلى 201187. وتعرضت الحكومة المركزية بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لانتقادات شديدة لأنها لم تستعد بشكل جيد سلفا، ولأنها سمحت بالتجمعات الدينية. وخاطب مودي نفسه في مسيرات حاشدة قبل التصويت لانتخابات الولاية، فيما لجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتنفيس عن إحباطهم من استجابة الحكومة، وطلب المساعدة، وتحذير الآخرين من عمليات الاحتيال والمبيعات غير المقيدة في السوق السوداء. وترأس السيد مودي الأسبوع الماضي اجتماعا مع كبار المسؤولين الحكوميين، وأشار إلى أنه يجب التحقق من سوء استخدام ريمدسفير وتسويقه. وازداد بيع هذا الدواء، الذي يستخدم على نطاق واسع في علاج مرضى كورونا، بعد زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد، فيما أعلنت الحكومة المركزية الأسبوع الماضي أنها ستزيد الطاقة الإنتاجية لرميدسفير، لكن الناس دفعوا بالفعل ما لا يقل عن 6 أضعاف السعر لشراء هذا الدواء. وقالت ليخا دي بهات، الأستاذة المساعدة في قسم علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة تاميل نادو المركزية، لصحيفة إندبندنت إن أزمة السوق السوداء «تم إنشاؤها ودعمها بشكل مصطنع لأن الهند رائدة في مجال المستحضرات الصيدلانية مع نتائج تصدير إيجابية صافية ولدينا القدرة على تلبية متطلبات السكان». وقالت: إن أحد أسباب ازدهار السوق السوداء هو نقص الوعي، إذ يشعر الناس بالذعر وينتهي بهم الأمر إلى اكتناز الأدوية الأساسية، مثل أجهزة قياس الأكسجين وأجهزة الاستنشاق والأسطوانات.