قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن البابا كيرلس ظاهرة روحية منيرة في تاريخ كنيستنا، لافتًا إلى أن سيرته في السنكسار أوضحت كيف أنه في سن ال25 سنة اتجه للرهبنة ولم تكن أحوال الأديرة في ذلك الزمن مثل ما هي الآن، وترهب في دير البرموس في وادي النطرون ثم لظروف كثيرة وصل إلى منطقة الطاحونة بمصر القديمة وعاش فيها فترات كثيرة، وبدأ يخدم كل المتجهين إليه. وأضاف البابا تواضروس خلال عظته على هامش احتفال اليوبيل الذهبي ومرور خمسين عامًا على نياحة البابا كيرلس السادس البطريرك 116«إننا نحتفل في موضعه الذي أحبه وبذل فيه الكثير، في الكاتدرائية في دير الشهيد العظيم مارمينا التي شيدها لتكون شاهدًا على عظمة حياة القداسة، نحتفل جميعًا الآباء المطارنة والآباء الأساقفة وكل الآباء في محبة نيافة الأنبا كيرلس أفا مينا الأسقف ورئيس هذا الدير، ومحبة كل الرهبان في هذا الدير العامر، ولولا الإجراءات الاحترازية التي ترافق انتشار هذه الجائحة كنا وجدنا الآلاف في طرقات الدير احتفالًا بهذه المناسبة، التي بالحقيقة نحتفل بها في قلوبنا قبل أن نحتفل بها في كنيسة أو دير. وتحدث البابا تواضروس عن البابا كيرلس قائلًا: كان محبًا للطلبة والمغتربين الذين يأتون إلى القاهرة لأن المحافظات لم يكن فيها جامعات ولم تنشأ فيها بعد كليات، واختارت العناية الإلهية أن يكون هو البابا رقم 116 بعد فترة عاشتها الكنيسة في متاعب كثيرة سواء على مستوى الكنيسة أو الوطن، واختارته العناية الإلهية ليكون روح سلام في الكنيسة، بدأ حبريته بأن تكون إثيوبيا كنيسة ذاتية غير مرتبطة بالكنيسة القبطية وصار هناك اتفاق بأن تستقل الكنيسة الإثيوبية ومن يومها بدأ البطريرك الأول في إثيوبيا وحاليًا أبونا متياس البطريرك السادس. وتابع: بدأ البابا كيرلس في تعمير هذا المكان الذي أحبه وكنا نقرأ عن آثاره في الكتب، الله وضع في قلبه الاهتمام بهذه المنطقة، وعندما تمت سيامته بطريركًا كان عدد أعضاء المجمع المقدس 11 أسقفًا فقط وجميعهم داخل مصر ما عدا واحدا في السودان وآخر في القدس وكان عدد الكنائس قليلًا، وبدأ البابا كيرلس كظاهرة جديدة في تاريخ الكنيسة وتجديد شباب الكنيسة.