بعد قرابة 5 أشهر، أسدل الستار على قضية مقتل سيدة الإسكندرية حرقاً، بعدما شهدت شهادة حق، وأبلغت عن سارق إحدى الشقق المجاورة لها، ما دفعه للعودة بعد الإفراج عنه، على ذمة القضية، ويقوم بإحراقها أمام أحفادها الصغار انتقاماً منها، مما أسفر عن وفاتها بعد عدة أيام، وتحكم عليه المحكمة اليوم الاثنين، بالإعدام شنقاً. بعبارات الشكر لله، استقبل الشاب «محمد مبروك»، 20 سنة، حكم المحكمة بمعاقبة القاتل بالإعدام، مؤكداً أنه بالإضافة غلى شقيقيه الآخرين سيأخذون العزاء في والدتهم، بمجرد تنفيذ حكم الإعدام في القاتل، مطالباً الجميع بالدعاء لها والترحم عليها، والدعاء لهم بأن يصبرهم الله على فراقها. وأضاف «مبروك» متحدثاً ل«الوطن»، أنهم مروا بأشهر صعبة عقب الحادث، نتيجة محاولة تعافي الأطفال مما شاهدوه أثناء تنفيذ الجاني لجريمة إشعال النار في جسد جدتهم، بجانب صعوبة وفاتها، وقيمتها في حياتهم، كون والدهم متوفي من 11 سنة. ولفت إلى أن الأصعب هو رؤية جيرانه ما حدث لوالدته دون تدخل منهم، أو الدفاع عن السيدة المسنة، وهي تحت يد ذلك المجرم الذي أراد الانتقام منها، كونها شهدت شهادة حق، بأنه كان يسرق إحدى شقق العمارة، التي تقبع شقة والدته في مدخلها، مختتماً أنه سيواصل قول كلمة الحق مثل ما فعلت والدته، ولن يخشى أي شيء أبداً إلا الله. وجاء حكم الإعدام بعدما أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المدعو «إبراهيم أ.» إلى محاكمة عاجلة، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للمجني عليها «سامية حجازي»، ربة منزل، حرقاً، وقررت المحكمة بإحالة أوراق القضية إلى مفتي الجمهورية، قبل أن تصدر حكمها اليوم، بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقاً. وكشفت التحقيقات أن المتهم بيت النية وعقد العزم على قتل المجني عليها، انتقاماً من اتهامها إياه بسرقة منقولات من شقة جيرانها، وأعد لذلك كمية من مادة «البنزين» سريعة الاشتعال وقداحة. وتبين من التحقيقات أن المتهم المذكور اقتحم غرفة نوم المجني عليها، وسكب عليها «البنزين»، وسحبها عنوة إلى خارج المسكن، ثم أشعل النار فيها، محدثاً إصابتها التي أودت بحياتها، قاصداً بذلك قتلها. واستمعت النيابة العامة إلى شهادة 6 أشخاص وطفلين، أحفاد المجني عليها، وتعرفهم على المتهم حال عرضه عليهم، فضلاً عن ما ثبت بتقرير إجراء الصفة التشريحية بمصلحة الطب الشرعي بشأن سبب وفاة المجني عليها وكيفية حدوث إصابتها.