"هو نموذج لنا، وأسطورة بالنسبة للأطفال"، بتلك الكلمات يصف أحد أفراد الأمن بحركة حماس، محمد ضيف، الشاب الفلسطيني الغامض للكثيرين من أبناء وطنه، والعدو الأول لقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال حربهم على قطاع غزة منذ مطلع يوليو الماضي. وبعد أن ذاع صيته في التصدي لجيش الاحتلال على مدار ثلاثة عقود، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا عنه، بعنوان القائد الأعلى لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الذي نجا من محاولات عديدة لاغتياله، لذلك يلقبه الفلسطينيون ب"قط بسبع أرواح". وذكرت الصحيفة نقلًا عن مسؤولي المخابرات والجيش الإسرائيلي، أن ضيف هو العقل المدبر لخطط حماس، في قصف الصواريخ على إسرائيل، والتخطيط لبناء شبكة أنفاق تحتية، تعد المخبأ الأول لمقاتلي حماس، الذين تمكنوا من قتل 63 جنديًا إسرائيليًا منذ بداية الحرب على غزة، 8 يوليو الماضي. وعلى الجانب الآخر، يعد محمد ضيف بطلًا شعبيًا بالنسبة للفلسطينيين، ما دفعهم لتأليف الكثير من الأساطير حول حياته وشكله وقصص نضاله ضد إسرائيل، البالغ من العمر 50 عامًا، ولا يمتلك أحد صورًا له منذ أن كان عمره 30 عامًا، ولم يتأكد أحد من اسمه الحقيقي، حيث يرجح أن يكون محمد ضيف اسمًا حركيًا. كونه ممثل مسرحي سابق، ساعده كثيرًا على التخفي والتنكر، للعيش بين سكان فلسطين دون أن يعرفه أحد، ويقول البعض أن اسمه الحقيقي محمد المصري، ولقب "ضيف" اكتسبه من خلال تجسيده لشخصية بإحدى المسرحيات في الجامعة، وأسس ضيف فرقة مسرحية تحمل اسم "عائدون"، في إشارة إلى اللاجئين الفلسطينيين المتطلعين للعودة إلى أراضيهم التي كانت ملكًا لهم قبل إقامة دولة إسرائيل عام 1948، واستمر ضيف في التمثيل المسرحي بعد انضمامه لحماس، حيث كان يلعب أحيانًا أدوارًا صغيرة في فيديوهات مروجة للحركة.