اندهش الأب حينما دخل عليه ابنه الشاب، الذى غادر قبل ساعتين متجهاً إلى الحلاق ل«حلاقة العيد» المنتظرة، وما إن عاد الشاب إلى بيته فرحاً بقصته الجديدة، حتى فوجئ بوالده يصرخ فى وجهه: «إيه حلقة ال.. .. .. .. .. . اللى إنت عاملها دى، انزل شيل القرف ده». وكانت هذه البداية، حيث بدأ شجار عائلى ساخن، شارك فيه بقوة كل أفراد الأسرة بل والجيران، بعد أن بدأ الأب فى معايرة ابنه بأنه ينتمى ل«جيل مش متربى ومش رجالة»، ويرد الابن الغاضب: «كل ده بسبب حلقة الشعر، ما إنتوا على أيامكم كانت قصات حسن شحاتة ومحدش ساعتها كان بيعيب عليكم». ولم ينته السجال، حتى أقسم الرجل ألا يبيت ابنه ليلته فى البيت «طول ما هو عامل القصة المقرفة دى». ولم يرضخ الشاب للتهديد. وغادر البيت بعد أن نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعى، طالباً من أصدقائه وزوار الموقع الحكم بينه وبين والده، لتتحول مجرد «حلقة شعر» من خلال التعليقات إلى صراع أجيال. «كنا بنروح للحلاق يوم الوقفة، أقصى حاجة نطول شعرنا مش زى الجيل ده بيرقع شعره» قالها مجدى حسين، الجار الذى تابع المعركة منذ بدايتها، مضيفاً: «زمان كنا بنقلد النجوم زى حسن شحاتة ومحمود الخطيب وإكرامى، بنقلدهم فى شكلهم ونجاحهم، كانت أهم حاجة عندنا الرياضة مش السيجارة زى ولاد اليومين دول». لكن لم يجد «محمد حاتم»، الشاب العشرينى، عيباً فى قصة الشعر الجديدة، بل فى الأفكار التى تسيطر على رؤوس الكبار متسائلاً: «بيهاجمونا ليه ما هم عاشوا حياتهم براحتهم ومحدش كان بيحجر على أفكارهم، يسيبونا فى حالنا»، مختتماً بقوله: «هما حاربوا وحافظوا على البلد وإحنا عملنا ثورتين وهنحافظ برضه على البلد، الشكل مش كل حاجة».