أن تكون صاحب موهبة فهذه نعمة من الله منحك إياها، وأن تجد الدعم لإظهارها فهذا فضل من الله الذي سخّر لك من يساعدك، وأن تطور من نفسك وتصبح لونًا منفردًا فهذا ذكاء وتدريب وقراءة لايقدر عليها إلا من يضع «موهبته ومكانته وجمهوره» نصب عينيه، معادلات صعبة نجحت الفنانة أنغام التي تحتفل بعيد ميلادها اليوم باعتبارها من مواليد 19 يناير في الوصول إلى «سِر التركيبة» لتعلنها صراحة «أنا كلي شباب وآمال وطموح.. وهروح يا زمان مطرح ما تروح.. هشوف وياك أفراح وجروح.. كل ده عارفاه.. كل ده مسموح.. ببساطة كده». ولدت لعائلة موسيقية أنغام التي ولدت قبل منتصف السبعينيات من القرن الماضي لأسرة فنية رفيعة المستوى، الأب الموسيقار الكبير محمد علي سليمان، وعمها المطرب الشاب عماد عبدالحليم، عشقت الصغيرة الموسيقى وتربت على مختلف الألحان، وكان لها نصيب من اسمها عندما اكتشف الجميع أن الطفلة البريئة تملك صوتًا عذبًا يشدوا بالنغمات ويأسر الآذان والقلوب في آنِِ واحد. قبل نهاية الثمانينيات أطلقت المراهقة الصغيرة ألبوم «في الركن البعيد الهادي» الذي كان بمثابة النبؤة التي لفتت الانتباه إلى أنغام الشابة التي مدّت كلتا يديها للحصول على الشهرة والنجومية، لتتبعها بألبومين آخرين أشهرهما «لالي لالي» والتي حظيت بنجاحًا كبيرًا خصوصًا مع تصويرها فيديو كليب «يادنيا هدي.. بلاش تمدي.. ده الود ودي تستني عندي.. تديني فرحة تديني طرحة مقاسها قدي ولونها وردي». أكثر من 25 ألبوم غنائي على مدار مشوارها الفني في التسعينيات أعلنت أنغام التمرد على الحب التقليدي، وأصبحت مثالًا لكثير من البنات، فبعد أن كانت تنتظر حبيبها بالساعات وتغني «الثلج داب داب في كاس اللمون بقاله ساعات وفتح لي باب لهمس العيون وضحك البنات.. والشمس غابت واحنا في عز النهار واللهفة دابت من حرارة الانتظار» قررت أن تُفصح عن حبها صراحة لا تخشى لومة لائم «بحبك قولها للعالم.. ومايهمكش لو لاموا.. وأيامنا اللي عشناهم.. ياخدنا الليل بأوهامه.. ولكن قولها ماتخفشي.. هيجي اليوم متندمشي». مايزيد عن 25 ألبوم غنائي طرحتهم أنغام على مدار مشوارها الفني، تنقلّت فيهم من براءة البنات، للفتاة العاشقة، للمرأة الملهوفة أوالمعذبة أوالحالمة، تارة نتحسر معها من خلال «شنطة سفر» وأخرى نهيم بصحبتها «بعتلي نظرة» وأحيانًا نبحث وياها عن «حتة ناقصة» و«عن فرح غايب» وأوقات نكون «بين البنين» وكثيرًا ما نصرخ سويًا «مابتعلمش» للدرجة التي تجعل إحداهن تطلب «أكتبلك تعهد.. بس سيبني أعيش باقي عمري باحترام» وآخريات يتمردن معها «عايزة أعيش عمري بحرية ومحدش يحاسبني.. نفس أشوف الكون بعنيا باللون اللي عاجبني». أنغام التي حصلت على كثير من التكريمات والجوائز منها «الموريكس دور» كأفضل مطربة عربية، وتكريمها عام 2012 بالأمم المتحدة في يوم المرأة العالمي، عاشقة حتى قدميها عندما تحب لا ترى في المرآة سوى انعكاس صورة من تحب، لا تعرف الانكسار أو الهزيمة حتى لو خاضت تجربة الزواج 4 مرات، الأولى من مهندس الصوت مجدي عارف وأنجبت منه القطعة الأولى لقلبها «عمر». والزيجة الثانية من الموزع الكويتي فهد وأسفرت عن نصف قلبها الآخر «عبدالرحمن»، والثالثة من الفنان أحمد عز، والأخيرة من الموزع أحمد إبراهيم. «أنا مش كمالة عدد ولا صفر على الشمال.. عن دوري وقت الِشدد كلام كتير اتقال.. أنا ببساطة نص الدنيا.. مش محتاجة أثبت إني وجودي مهم.. وقبل ده كله كفاية عليا.. إن ليا مكان فى الجنة عشان أنا أم»، شعار ترفعه الفنانة أنغام التي لا تلتفت للصراعات حولها، ولا ترضخ لأزماتها، تعلو وتسمو دائمًا بفنها الراقي وتجعله في المرتبة الأولى بحياتها «إيدي بتبني ومش بتهد واقفة بقوة في وقت الجد.. بعرف حقي وبعرف واجبي ومفيش حد أحسن من حد».
