سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدعم.. مولود الحرب العالمية.. الباقي ب"انتفاضة الحرامية" والمحتضر حاليا الحرب العالمية الأولى جعلت الحكومة تدعم الفقراء بالقمح .. وثورة يوليو كانت البداية الحقيقية
"متنزلش يوم 30 يونيو، بس أوعى بعد كدة تشتكي من أزمة السولار، أو تشتكي من الأسعار اللي داخله سبق، وأنت ماشي وراها حافي، أو تشتكي لما الكهربا تقطع"، واحد من منشورات عديدة وزعت لحث المواطنين للنزول يوم 30 يونيو، ضد نظام الإخوان، فنزل المواطنون الشارع رافعين راية "إسقاط النظام"، من أجل "العيش"، كما كان الحال في 25 يناير 2011 ضد مبارك، ومناسبات أخرى. في 17 يناير 1977، وقف نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية الدكتور عبدالمنعم القيسوني، يلقي بيان له أمام مجلس الشعب، يحمل مجموعة من القرارات الاقتصادية منها: "رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية، الخبز والسكر والشاى والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع الهامة في حياة المواطن البسيط"، فأصيب المواطن بخيبة أمل، بعد وعد الرئيس الراحل أنور السادات، بالرخاء الاقتصادي، بتحويل مصر إلى الرأسمالية. قرارات الحكومة الاقتصادية، في عهد السادات، مهد البساط لانتفاضة شعبية، فدخل العمال في الإضرابات بالمصانع، وخرج معهم الطلاب في التظاهرات، وحتى "حزب الكنبة" نزل الشوارع والميادين، رافضين رفع الدعم وزيادة الأسعار، فاشتعل الشارع بالغضب، وحرقت أقسام الشرطة، واستراحات رئاسة الجمهورية بالمحافظات، واستمرت انتفاضة "الخبز" يومين، حتى تراجع الرئيس عن القرار، وعاد الدعم، ولم ترتفع الأسعار، وهو ما أطلق عليه الرئيس السادات وقتها "انتفاضة الحرامية". وعلى غرار وعد "السادات" بالرخاء الاقتصادي، كان وعد الرئيس المنتخب منذ أيام، وقتما قال المرشح عبد الفتاح السيسي، أن"الدعم لازم يروح للمستحقين، اللي هم الفقراء، أما الغني لأ، لأننا بنساعد اللي مش قادر"، وفجأة وبدون سابق إنذار، رفعت الحكومة أسعار البنزين، فتحمل الفقير العبء بزيادة تعريفة الأسعار، فزاد "بنزين 80" 70 قرشًا، وقود السيارات الأجرة، توصيلة "الفقراء" إلى كل مكان، مما ينذر بزيادة أسعار كل احتياجات المواطن البسيط، لارتفاع أسعار النقل، وخرجت بعدها الحكومة، ليصاب دعم الطاقة بانتكاسة أخرى، معلنة زيادة أسعار الكهرباء، وإلغاء دعمها خلال 5 سنوات، في وقت كانت فيه حكومة "محلب"، قد رفعت أسعار الغاز الطبيعي في المنازل. قرن من الزمن، عايش "الدعم" آلام بسطاء مصر، فعلى صراخ فقراء مصر من أجل الخبز على ضجيج القنابل في الحرب العالمية الأولى، كان البداية لتقديم الدعم من قبل الحكومة المصرية، فاستوردت كميات كبيرة من القمح، وقامت ببيعه في منافذ حكومية بأسعار مخفضة، ومع صراع الحرب العالمية الثانية، تم توسيع رقعته بتوفير بعض السلع والاحتياجات الأساسية مثل "السكر ،والكيروسين، زيت الطعام، والشاي بنظام الحصص على بطاقة التموين"، ولأنه يحتاج دائما للثورة، فجاءت 23 يوليو، ليطبق النظام "برنامج رفاه"، فتحملت الحكومة المسؤولية عن تقديم الخدمات الاجتماعية الأساسية للمواطنين من صحة وتعليم وإسكان، كما شمل البرنامج نظام لدعم أسعار للسلع الغذائية الأساسية، ثم كانت اللحظات الحرجة، التي عاشها الدعم مع المصريين، بالتهديد الرسمي المستمر برفعه، حتى جاء في عامه المائة وهو يحتضر.