سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسيوط تشيع شهيد «النزاع العائلى» جنازة شعبية مهيبة بمشاركة الآلاف.. وأهالى القرية: النقيب محمد كان خلوقاً وسيدة مسنة: ترك لى فدان أرض وكان يرفض تقاضى قيمة تأجيره
فجراً قبّل طفله الصغير أحمد الذى لم يتعد العامين من عمره قبل خروجه لعمله.. ضمه إلى صدره ولم يكن يعلم أن هذا هو الوداع الأخير، وأن طفله سيكمل حياته يتيماً مثلما عاش هو يتيماً بعدما فقد والديه وشقيقته فى حادث سيارة منذ أن كان طفلاً فى المرحلة الابتدائية وتولى خاله رعايته.. فى مشهد مهيب شيع الآلاف من أهالى قرية البربا التابعة لمركز صدفا بمحافظة أسيوط جنازة الشهيد النقيب محمد جمال مهران معاون مباحث مركز شرطة أسيوط الذى لقى ربه بعد إصابته برصاصة فى الرأس أثناء فض مشاجرة نشبت بين عائلتى الملوش وعبدالخالق بقرية درنكة، وبناءً على رغبة أهله تم تشييع جثمانه فى جنازة شعبية بعد أن رفضوا تشييعها عسكرياً.. عقب وصول الجثمان انهارت الزوجة مغشياً عليها وأقيمت صلاة الجنازة بمسجد الدارين بالقرية وسط صرخات النساء ودموع الرجال التى انهمرت ساخنة. تقدم صفوف المشيعين اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية لأمن أسيوط، واللواء أبوالقاسم أبوضيف مساعد أول الوزير لمنطقة وسط الصعيد، وقيادات المنطقة الجنوبية العسكرية، وقيادات مديرية ومحافظة أسيوط. تقول كاملة دسوقى، أرملة، من أهالى قرية البربا، إنها لا تدرى ماذا سيحدث معها وأطفالها الأربعة، مشيرة إلى أن الشهيد ترك لها فدان أرض دون أن يتقاضى إيجاره منها. وتضيف: «كل ما أحاول أديه الإيجار يقول لى خليهم للعيال». وتضيف «هذا الفدان بناكل منه أنا وولادى وبربّيهم منه ويا عالم إيه اللى هيحصل بعد كده». وذكر أحد أقرباء الشهيد أنه لم يكن يترك إجازة إلا ويأتى للقرية ويسأل عن الكبير والصغير. وأضاف أن الشهيد تربى يتيماً بعد وفاة والده اللواء جمال مهران ووالدته وشقيقته فى حادث سيارة وتولى خاله العميد محمد عثمان مدير مباحث قنا تربيته، مشيراً إلى أنه كان يتمتع بأخلاق طيبة وودوداً ومحباً لأهله وأهل قريته ولا يبخل على أحد بالمساعدة فى أى لحظة. محمد الأسيوطى، المتحدث باسم نادى أمناء وأفراد الشرطة بأسيوط، قال إن الشهيد لم يكن يعاملهم من منطلق كونه ضابطاً، بل كان يتعامل كأخ مع الجميع، فهو دمث الخلق ومتواضع، مشيراً إلى أنه كان دائماً ما يتحدث عن الشهادة والشهداء وكأنه يعلم ما كان يخفيه له القدر. «الوطن» التقت أهالى قرية درنكة لتقف على حقيقة وملابسات الواقعة.. ذكر أحد أهالى القرية أن المشاجرة نشبت بمنطقة «الحلة» بالقرية بين عائلتى عبدالخالق والملوش لخلافات على أرض زراعية منذ شهر تقريباً وتجددت يوم الحادث بسبب خلافات الجيرة ولهو الأطفال وتطورت لاستخدام الأسلحة النارية بين العائلتين. أحد أفراد عائلة الملوش قال ل«الوطن» إنه تم القبض على أكثر من 30 شخصاً من العائلتين وسيدتين. وأضاف «م.أ» بائع من أهل القرية: هناك احتقان بين الأهالى وقوات الأمن، بدأ منذ عدة أيام على خلفية قيام خفير نظامى اسمه محمد حامد بسحل أحد أهالى القرية ويدعى «حسين غسيل» فى حملة تنفيذ أحكام، وكان ذلك فى منزله وأمام الأهالى الموجودين فى المقهى الموجود أمام المنزل، فلم يعجبهم هذا التصرف، وذكر أن الخفراء والمخبرين فى نقطة القرية صاروا كالوحوش مع الأهالى، وهذا خطأ. وأكد أحد الأهالى أن هذا المواطن الذى تم سحله له زوجة وأولاد فكيف سيرفع رأسه فى البلد بعد ذلك وكيف يتعامل مع زوجته وأبنائه. وقال أهالى القرية: نحن لسنا ضد استعادة الأمن ولكن لا بد من احترام المواطن، مؤكدين حزنهم الشديد على ما حدث للشهيد النقيب محمد، خاصة أنه يتصف بالرجولة والسماحة. من جانبه، قال مصدر أمنى شارك فى الحملة، إن قسم الشرطة تلقى بلاغاً من غرفة عمليات النجدة بوقوع مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية بين عائلتى الملوش وعبدالخالق بقرية درنكة، وأضاف أن النقيب محمد كان دائماً ما يفضل الخروج فى هذه الحملات. وأضاف: عقب وصول القوات لمكان المشاجرة فوجئنا بإطلاق نيران كثيف بين العائلتين من كل الاتجاهات فحاولنا السيطرة على المشاجرة إلا أننا فوجئنا برصاصة من أعلى أحد المبانى أصابت النقيب محمد فى رأسه قتلته فى الحال.