تراجع سعر صرف الدولار أمام سلة عملات لأدنى مستوى منذ سنوات

شهدت أسعار الدولار تراجعا، إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات مقابل نظرائه من العملات الأخرى، واحدا تلو الآخر، خلال شهر ديسمبر الجاري.
وبلغت عملات اليورو والدولار الكندي والوون الكوري جميعا أعلى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي منذ أكثر من عامين في هذا الأسبوع، بينما وصل الفرنك السويسري إلى أقوى مستوياته منذ عام 2015، وقد يحدث ضعف أكثر في الدولار مع قيام مدراء الأصول بصفقات بيع كبيرة.
ويعمل التفاؤل المحيط بالحديث عن حزمة التحفيز الأمريكية والرهانات على النشر الناجح للقاحات والتعافي الاقتصادي الصيني على تحفيز الرهانات على النمو العالمي وضد عملة الاحتياط العالمية.
ويحذر البعض في وول ستريت من أن الدولار الأمريكي سيمر بدورة هبوط نظرا لاستمرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بالمحافظة على انخفاض أسعار الفائدة لعدة سنوات.
وقال كريستوف وونغ، كبير الخبراء الإستراتيجيين في العملات الأجنبية في مالايان بانكينغ في سنغافورة: "من المحتمل أن يغير نشر اللقاح سريعا من قواعد اللعبة. يمكن أن تستفيد العملات الدورية الوكيلة مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي في الأسواق المتطورة والوون الكوري في آسيا، باستثناء اليابان من بقاء مستويات سعر الدولار منخفضة".
وتراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية النظيرة طوال سبعة أشهر من أول أحد عشر شهرا مرت من عام 2020، وفقاً لمؤشر بلومبرغ لسعر الدولار الفوري، كما تراجع أكثر من 8% في مقابل الفرنك السويسري و4% في مقابل الين في عام 2020، وهما عملتان تقليديتان تعدان ملاذاً آمناً في تأكيد على أثر المحفزات غير المسبوقة التي قدمها مصرف الاحتياطي الفيدرالي.
وقال مدير البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم بويل يوم الأربعاء إن البنك المركزي سيبقى معدلات الفائدة منخفضة حتى "يتجاوز الاقتصاد الخطر الناتج عن الوباء بوضوح". خلال الأزمة المالية العالمية، شهد الدولار الأمريكي انخفاضاً مماثلاً عندما طبق البنك المركزي الأمريكي التسهيلات الكمية.
مستويات رئيسية تم تجاوزها هذا الأسبوع حيث اخترق اليورو المستوى النفسي عند قيمة 1.20 مقابل الدولار. ولامس مستوى 1.2125 يوم الخميس، وهو المستوى الأقوى منذ شهر أبريل 2018.
وارتفعت قيمة الدولار الكندي إلى 1.2910 دولار كندي يوم الأربعاء في أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2018.
وزاد الدولار الأسترالي إلى 74.20 سنتا من الدولار الأمريكي، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين يوم الأربعاء.
وحلق الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى له منذ يناير 2015، ارتفع الوون الكوري الحساس للمخاطر إلى 1096.85 مقابل الدولار، وهو المستوى الأقوى له منذ يونيو 2018، بعد تجاوزه للمستوى الرئيسي 1.100
وتتوقع مجموعة كريديت سويس أن اليورو قد يرتفع إلى 1.25 دولار مع نهاية عام 2021، بينما تفضل غولدمان ساكس لإدارة الأصول بيع الدولار مقابل اليوان، وترى المزيد من الأرباح في اليورو والين.
وتنبأ كل من مورغان ستانلي وسيتي غروب بضعف أكثر للدولار الأمريكي.
وقال تيرينس وو، الخبير الإستراتيجي في الفوركس في أوفرسيز تشاينييز بانكينغ غروب في سنغافورة: "يبدو أن الرغبة في المخاطرة قد ارتفعت هذا الأسبوع، ونحن نرى أننا سنشهد المزيد من تراجع الدولار الأمريكي على المدى القريب. لا تزال دورة الضعف هذه للدولار الأمريكي مركزة ضمن عملات مجموعة الدول العشر رغم أننا نتوقع انخفاضا في قيمة الدولار مقابل العملات الآسيوية مع مرور الوقت".