وسط عشرات الأجنحة المشاركة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته ال39، والمكتظة بالكتب المختلفة، يبرز جناح من نوع خاص، يستقبلك ما أن تدلف إليه، بمجلد ضخم ذا ألوان زاهية وصور فرعونية، ما إن تقترب منه، حتى تكتشف أن المجلد واحد من 22 مجلد آخر، معروضة في جناح يحمل اسم"لي برنس آرت"، هي المجموعة الكاملة لنسخة نادرة وفريدة، لموسوعة "وصف مصر". تلك الموسوعة الضخمة التي كتبها علماء الحملة الفرنسية على مصر، ووضع رسومها الفنانين المصاحبين للحملة الفرنسية.
"هي نسخة نادرة، لحصولي عليها قصة طريفة للغاية، وأعرضها ب350 ألف دولار، وأتنمى أن يكون مقتنيها مصريا".. هكذا قال أوليفير بينجل صاحب دار العرض ل"الوطن". وأشار إلى أنه سمع بعرض تلك النسخة النادرة والمحتفظة بكامل ألوانها وصفحاتها في حالة فوق الممتازة، بأحد القلاع التاريخية شمالي فرنسا، وعلى الفور استقليت أول قطار وذهبت لشرائها، ووجدتها محفوظة بحالتها، وإن كانت مكدسة فوق بعضها البعض، لذا قمت بعمل نسخة من الدولاب الأصلي لحفظ المجموعة، وأصبحت واحدة من أهم مقتنياتي، والتي تضم أيضا النسخة الأولى من الوقائع المصرية، وكتب الرحالة، والمستشرقين في مصر، وأطلس مذهب يتخطى سعرة المليون دولار، وهو أيضا معروض بالمعرض. وعن كيفية وصول تلك النسخة لصاحبتها، قال بينجل: أصدر علماء الحملة الفرنسية إصدارين لوصف مصر، حيث تم تنقيح الثانية، وكان هناك أكثر من 100 نسخة من وصف مصر، لم يتبقى منها سوى بضع مجموعات، القليل منها مجموعات كاملة. وكان نابليون يهدي تلك المجموعات لكبار رجال الدولة والمقربين منه، ومنهم صاحب تلك المجموعة الأول، قبل أكثر من مئتي عام، التي أورثها لأبنائه جيل بعد جيل، حتى وصلت لآخر مالكة للقلعة وللمجموعة، وهي من كبار عائلات فرنسا. وعن سبب بيعها لها قال: "من يعتادون الحياة بمستوى معين، لا يستيعون العيش إذا ما مروا بضائقة تجعلهم يتنازلون عن ما اعتادوا عليه، وهو ما حدث معها، لذا اضطرت لبيع المجموعة العام الماضي"
