جريمة بشعة شهدها مركز طوخ بمحافظة القليوبية، أمس، ضحيتها طفل رضيع لا يتجاوز عمره ال4 أشهر، تركه والديه 9 أيام وحيدًا على سريره، دون طعام، حتى توفى جوعا وتحللت جثته. ويقول الدكتور "مبروك عطية"، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن أبجديات التربية التي أوصى بها القرآن الوالدين العناية بأطفالهما من حيث الطعام والشراب والكساء والعلاج، بجانب العناية بوجدانهم وعقلهم لكن ما حدث في واقعة الأبوين الذي أهملا طفلهما الرضيع وإخلاء مسؤوليتهم عن العناية به تعد جريمة قتل. ويوضح "عطية" أنه لابد مهما بلغ العناد أو الخلاف بين الزوجين ألا ينعكس على طفلهما الذي من المفترض أن يكون أحب إليهما من أنفسهما، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات تمثل الشذوذ الخلقي الذي ابتليت به الأمة العربية نتيجة الخطاب الديني الردئ والجمود الفكري. ويضيف "عطية": "هذه الحواث بمثابة جرس إنذار لوجود المزيد منها، وآثارها ليس فقط على أطفالهما الضحية وإنما على المجتمع يكاد يفقد ثقته فيما حوله". ويشير أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إلى أن ما فعله الوالدان في طفلهما سيكون سببًا في دخولهم جهنم نظرا لوجود فرق بين طفل يموت فيصبر والداه على ما ابتلاهما به فيكون ذلك شفيعًا لهما لدخول الجنة، وبين أبوين يقتلون طفلهما بسبب إهمالهما، موضحا أن الإهمال من أكبر المعاصي وخصوصا الإهمال في النفوس البشرية ورزق الله الذي أتى به لهما. ويوضح "عطية" أن لابد على المسلم قبل اتخاذ خطوة الزواج قادرا على تكاليفه، وراغبا في حياة زوجية وتكوين أسرة، بجانب أنه يكون مدركا معنى الأبوة ومسؤولية التربية، والفصل بين أي خلاف مع زوجته وأطفاله الذي رزقه بهم الله سبحانه وتعالى. ويذكر أن الواقعة أعلن عنها بعد بلاغ الأب المدعو "ع. ح" عامل، باكتشافه وفاة نجله الطفل "أنس" 4 أشهر، داخل الشقة محل سكنه، وعدم تواجد زوجته والدة الطفل "أ. ش. ع" 24 عامًا، ربة منزل . وفي إفادته، ادعى الأب حدوث خلافات بينه وبين زوجته، دفعته إلى المبيت بمحل عمله لعدة أيام متواصلة، ولدى عودته لمسكنه، اكتشف وفاة نجله واتهم زوجته المذكورة بالإهمال وترك نجلهما دون رعاية والتسبب في وفاته. قررت نيابة مركز طوخ، حجزهما لحين وروود تحريات رجال المباحث حول الواقعة.