سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في المحكمة الدستورية: "الرئيس" يقسم بحماية الوطن.. والشعب يقف على رصيف "الاحتفالات" فوزية تجري مع حركة الطائرات: "مستنية السيسي ابني ينزل منها وأشوفه".. ومصطفى يشارك في الاحتفالية قبل "الامتحان"
قبل عام، كانت "اللحى" تحاصر مبنى المحكمة الدستورية العليا في المعادي، تظاهرًا لدعم مرسي وتحديًا للقانون، اليوم عاد الحصار من جديد إلى المبنى، لكنه حصار مختلف في توجهاته، الكاميرات حاصرته من جانب، والمحتفلون بأداء الرئيس السيسي اليمين الدستورية من الجانب الآخر، بعد أن حوّلوا الجهة المقابلة للمحكمة إلى ميدان احتفالي ولو صغير، مستغلين توقف حركة الطريق على الكورنيش. "شباب إحنا ولا مش شباب، اللي مبيشوفش من الغربال يبقى أعمى"، بصوت ملأه الحماس، قالها مصطفى أحمد، الذي قرر أن يشارك المصريين لحظة أداء الرئيس السيسي اليمين أمام المحكمة الدستورية قبل ذهابه إلى الامتحان، "فضلت طول الليل أذاكر عشان آجي بدري وأقول لكل الدنيا إني موجود". كلما مرّت سيارة على الطريق، يقف الشاب العشريني أمامها ملوحًا بعلم مصر، "الطريق كده كده مقفول انزل وشاركنا فرحتنا"، تجاوب أعداد كبيرة من المارة لطلب مصطفى، "فرحت من قلبي لما لقيت الناس سمعت كلامي، ولا زعلانين إن الطريق مقفول ولا مصالحهم واقفة زي زمان، من كتر ما الناس عايزة تتبسط وتفرح بقوا يسيبوا العربيات في نص الطريق وينزلوا يرقصوا". يمر الوقت، وبين الحين والآخر ينظر الطالب بكلية نظم ومعلومات، في الساعة حتى لا يفوته الامتحان، "دي آخر مادة عندي ولازم أمشي، المهم إني نزلت عشان اللي بيقول مفيش شباب وكلهم في البيت ينزل بنفسه ويشوف الشباب على الرصيف التاني وفي كل حتة"، موضحًا "أعز أصحابي شهيد بس حقه عمره ما هيرجع طول ما إحنا بنعارض وبس". بعباءة سوداء، جلست السيدة التسعينية على الرصيف المقابل للمحكمة الدستورية، تحدق عينيها في السماء كلما حلقت فوقها طائرة تابعة للقوات المسلحة، تظهر الفرحة العارمة على وجهها، وتتوالى الدعوات منها لابنها "الزعيم"- حسب وصفها- الذي تنتظر طلته منذ أذان الفجر "هفضل قاعدة في مكاني مش هتحرك لحد ما أشوف السيسي وأسلم عليه". وسط حراسة أمنية مشددة، جرت فوزية مسرعة وراء صوت صافرة طائرة القوات المسلحة، ترفع يديها مشيرة إلى السماء "السيسي أهو يا ناس، ابني في الطيارة دي وهينزل منها دلوقتي"، يقترب منها ضابط الأمن المركزي مقبلاً يديها ليمنعها من الاقتراب من السور الحديدي "ممنوع يا حجة، ارجوكي ارجعي ورا أو اقفي مكانك بس صعب تدخلي لحد جوه"، حاولت السيدة العجوز أن تقنع رجل الشرطة بالدخول لرؤية المشير لكن كل محاولاتها فشلت "يا ابني أنا بحبه ومش عايزة أكتر من رؤيته، ده ابني اللي مخلفتوش بطني". جمعت فوزية المحتفلين حولها، وهي تروي قصتها "يا ولادي انتوا الشباب وكل المستقبل اللي جاي، أنا عشت من أيام الملك فؤاد وكان عندي وقتها 5 سنين ومش عارفة أي حاجة، بس أبويا علمني أحب بلدي أكتر من نفسي، حبوا مصر وساعدوا السيسي عشان يقدر يرفع مصر لفوق وتفضل أد الدنيا كلها". بقميصه الأبيض، وقف سمير منصور وسط كورنيش المعادي أمام المحكمة الدستورية العليا، لفت أنظار الجميع بأرقام ملونة وضعها الرجل على قميصه، محاولاً مساعدة رجال الأمن المركزي والشرطة بتنظيم احتفالات المواطنين، قميصه لفت إليه انتباه الجميع، ممن سألوه عنه، فوقف مبتسمًا شارحًا: "فضلت طول اليوم أعمل فيه، ده قميص أبيض عادي لبسته عشان أبقى زي الشرطة وأنا اللي اشتريت النجوم الخضرا عشان دي كانت رمز سيادة المشير في حملته، وحطيت على صدري السنين اللي هيعدهم من 2014 لحد 2018 وبتمنى يكونوا العمر كله". قرار "سمير" من البداية بارتداء القميص الأبيض وتزينه بهذا الشكل، جعله يحرص على أنه لا يخالف القانون، "حاولت أبتكر في الألوان الكتير عشان مبقاش بقلد الجيش والشرطة في حاجة"، لم تكن تنفيذ فكرة القميص الأبيض أولى مشاركات الاحتفالات الوطنية للرجل، "من وأنا عندي 11 سنة وبنزل كل الاحتفالات الوطنية بنفس لون القميص، أمي كانت دايمًا تلبسهولي وأول مرة كنت أكتب عليه كان أيام جمال عبدالناصر ومشيت يوميها في الشارع من كوبري القبة لحد القصر الجمهوري"، مضيفًا: "بس المرة دي قررت إني أحتفل بالسيسي بطريقتي، واللي عايز قميص زي ده مستعد أعمله ببلاش".