قال مجدي لاشين، رئيس لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان المبارك ووصل عددها إلى 25 مسلسلا اتسمت موضوعاتها بالتنوع والجرأة إلا أن هناك نقصا في المسلسلات الدينية والتاريخية والإجتماعية. وأشار لاشين في حواره ل"الوطن" إلى أن أغلب الملاحظات التي رصدتها اللجان الفنية هذا العام، والتي تجاوزت 600 ملاحظة، لا ترقى لاعتبارها مخالفة، لأن بعضها يأتي في سياق العمل الدرامي وتتطلبه الضرورة الدرامية بحسب تعبيره، وإلى تفاصيل الحوار: ما الانطباع العام الذي خرجت به من المسلسلات التي عرضت في رمضان هذا العام؟ الانطباع العام هو التنوع في الموضوعات وجرأة المنتجين في اختيار أعمال تلك الموضوعات، وفي هذا الصدد أود أن أسجل إعجابا شديدا بمسلسل الاختيار الذي لو تم عرضه فقط لكفى، فأنا معجب جدا بأن أشاهد مع أولادي وأرى تفاعلهم وبكاءهم مع أحداث المسلسل الذي عمل حالة مطلوبة جدا. برأيك ما الذي ساهم في هذا النجاح الكبير لمسلسل الاختيار؟ الدراما مؤثرة جدا في الناس، وتغير في عقول الشباب تماما ومازالت لها تأثيرا قويا، كما أن الشباب يشاهدون بشكل جيد، وقد لمست حرص أولادي على أن نشاهد مسلسل الاختيار سويا، "كان حاجة حلوة جدا، وترك الاختيار أثرا لدى هؤلاء الشباب وغرس فيهم انطباعا بمن يضحي لكي يعيشوا في سلام كما ترك رسالة بأن هناك أناس تدفع الثمن". إذا تحدثنا عن الموضوع دراميا وفنيا.. كيف تقيمه؟ دراميا عظيم لأنه وصل للناس، الفن بصفة عامة وجهات نظر في النهاية، والمهم تأثير العمل، وقد كان له تأثير قوي جدا، "إحنا بنقعد نفعص وما أسهل التفعيص لكن في النهاية المسلسل كان له تأثير كبير". بالنظر لمجمل ما تم عرضه في شهر رمضان.. هل ترى أن الإنفاق كان كبيرا؟ ومدى تأثير ذلك على جودة العمل؟ لا يعنيني الإنفاق لكن ما يهمني النتيجة، فالعمل الفني دائما يقاس بالنتائج "ممكن نصرف على حاجة بشكل كبير لكن لا تحقق شيئا، وبالتالي فالسؤال المهم هل فيه رسالة وهدف وصل بغض النظر تم إزاي". هل أثرت كورونا على جودة الأعمال المعروضة في شهر رمضان هذا العام؟ بالفعل كورونا أثرت لكن بشكل إيجابي، فالقائمون على الدراما كانوا حريصين أن تكون قريبة من الناس إلى حد كبير، وهذا لا يمنع أن هناك بعض الملاحظات على بعض الموضوعات. وكيف كان التأثير إيجابيا؟ أثرت إيجابا بمعنى أن صناع الدراما كانوا حريصين على دراما تليق بالبيت المصري في أغلب الأحيان، وقد شاهدت بعضا منها، وأشعر بأننا كنا في حاجة لتناول موضوعات تعبر عن المجتمع المصري، وتقترب منه لا سيما في ظرف الحظر المفروض بسبب انتشار وباء فيرس كورونا. بماذا تنصح صناع الدراما قبل استعدادهم للموسم الجديد؟ نحن في وسط فنانين لديهم أفكارا، والمبدع لا يًنصح فدائما لديه رؤية وأفكار، وعلى سبيل المثال مسلسل النهاية به أفكار جريئة جدا، وبالتالي فالمبدعين لديهم أفكار ولا يجوز أن أنصح المبدع لأن لديه إبداعه الشخصي كما أنه يعش في مجتمعنا، أيضا الإبداع لا يفرض عليه وصية. ما الذي كان ينقص الموسم الدرامي هذا العام؟ كنا نحتاج دراما دينية لاسيما وأن المسلسل الديني يتلائم مع روحانيات الشهر الفضيل، كما نحتاج إلى مسلسل تاريخي، بالإضافة إلى الإكثار من المسلسلات اجتماعية. اللجان الفنية المكلفة برصد الأعمال الدرامية رصدت أكثر من 600 ملاحظة على 25 مسلسلا طوال شهر رمضان، ورقم صغير مقارنة بالعام الماضي تحديدا.. برأيك ما السبب؟ السبب هو وعي صناع الدراما بأهمية اقتناص فرصة التفاف الأسرة المصرية حول الشاشة مرة أخرى بالتزامن مع الحظر المفروض بسبب كورونا، وبالتالي احترموا المشاهد إلى حد ما، بالإضافة إلى أن هناك ملاحظات كثيرة رصدتها اللجان الفنية بالفعل لكن لا ترتقي لأن تكون مخالفة، فأغلب هذه الملاحظات تقتضيها الضرورة الدرامية، كما جاءت في جزء كبير متمثلة في ألفاظ سوقية ومشاهد تدخين، وأود أن أشير إلى أننا لا نعمل حظر على أفكار المبدعين التي يجب أن تكون متنوعة وتعبر عن المجتمع في مختلف القضايا والمجالات.