بعد أدائهم لصلاة الفجر، حرصوا على الجلوس معا لفترة لمتابعة الشروق والتأكد من كونها ليلة القدر، إلا أن الطالب بالصف الثالث الثانوي أحمد عبداللطيف، وأقاربه وأصدقائه القاطنين بمنطقة منشية البكري، لم يكونوا على دراية بأنهم سيشهدون على واحدة من الأحداث المخيفة التي ولدت بداخلهم رعبًا لم ينته حتى الآن. بعد أن كسرت عقارب الساعة الخامسة صباحا، تفاجأ أحمد و5 آخرين من أصدقائه، بخروج أحد المرضى من مستشفى منشية البكري، التي تحولت لعزل لمصابي كورونا، لسلم كبير من حجرته استعدادا للهروب منها، ليتحدث معه نجل عمه محاولا معرفة تفاصيل الأمر من على الصف المقابل للمستشفى، حيث أخبره المريض "قاله أنا عايز أطلع من هنا، أنا معنديش حاجة وهما حابسني من يومين، وابن عمي قاله لا مينفعش انت تعبان، رد علينا قالنا القيامة هتقوم روحوا صلوا قبل ما نموت" بحسب مصور الفيديو. سرعان ما تحرك الشباب تجاه فرد الأمن الموجود بالمستشفى لإخباره بمحاولة الهروب، الذي تعامل مع الأمر بالاتصال مع الطاقم الطبي وأبلغهم أنهم سيعطونه حقنة مهدئة، حيث دخل ممرضون للغرفة ورفعوا الدرج الذي كان يحاول الهروب به، لكن بعد مرور حوالي 5 دقائق وجدوه يقفز من أعلى سور أحد أبواب المستشفى المغلق دائما في المعتاد.
"أحمد" يروي كواليس الواقعة: اتفاجأنا باللي حصل وحاولنا نرجعه معرفناش "أول لما عمل كده اتصدمنا ولقيناه بيقولنا القبلة منين، قولناله الاتجاه وسجد على الأرض بس بقينا خايفين نقرب منه ومش عارفين نفكر غير أننا رجعنا قولنا للأمن تاني".. حالة من الصدمة سيطرت على الشباب القاطنين في واجهة مستشفى منشية البكري، وفقا لقول أحمد، موضحا أنهم حرصوا على متابعة المريض الهارب الذي حاول توقيف السيارات المارة للركوب معهم "بس احنا فضلنا نزعق ونقول للناس ميركبهوش". بينما خرج أحد الممرضين من المستشفى لملاحقة المريض، والذي فاجأ الطلاب بتصرفه "لقيناه بيقلع الكمامة والجلوفز وبيرميهم في الشارع"، على حد قول الطالب، وهو ما أثار غضبهم ليحاولوا تحذيره من خطورة ذلك وأجبروه على العودة لحملهم وإلقائهم بالقمامة، بينما مازال المريض يحاول الحركة بعيدا عن المستشفى. الجيران يلجأون للشرطة.. و"الجزيرة" تستغل الفيديوهات الشرطة، هو الحل الأخير الذي لجأ إليه "أحمد" وأصدقائه، بعدما لاحظوا عدم رد فعل جاد وسريع من المستشفى ليركضوا إلى أقرب كمين إلى المستشفى الذي كان يتواجد على بُعد حوالي 200 متر منها، ويبلغون المسئولين به، حيث خرج أحد الضباط وأمين شرطة في محاولة لإعادة المريض والتحدث معه. "رجعنا البيت بس وأحنا خايفين وبنتابع المستشفى وملقناهوش رجع".. حالة من القلق والرعب الشديد سيطرت على أحمد وجيرانه، جراء ذلك الأمر، خوفا من انتقال العدوى لأهالي المنطقة، ليتفاجأوا باستغلال قناة الجزيرة القطرية لتلك الفيديوهات التي نشروها وإطلاق الإدعاءات بشأن مصر. مستشفى منشية البكري تعلن عودة المريض الهارب.. والمديرة "تخفف" من الواقعة الفيديو أثار حالة جدل واسعة فور نشره ومشاركته على مستوى واسع، إذ تباينت التعليقات بين الشفقة والشعور بالحزن من أجله، وبين آخرين طالبوا بضرورة إيقافه وإعادته للمستشفى قبل أن يتسبب في إصابة آخرين. وعقب انتشار الفيديو، أعلنت مستشفى منشية البكري، نجاحها في استعادة المريض من جديد بعد هروبه، وعودته للعزل من جديد. واعترفت الدكتورة أماني عاطف مدير مستشفى منشية البكري، بمحاولة هروب مريض مصاب بفيروس كورونا من المستشفى. وقالت مديرة المستشفى، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أنه تم احتواء الأزمة، وأن المريض يخضع للعلاج الآن بعد إعادته للمستشفى، مخففة من وقع الحادثة "إنتم مكبرين الموضوع ليه؟".
