44 عاما مرت على وقوع مجزرة مدرسة بحر البقر، بقرية بحر البقر، التابعة لمركز الحسينية، بالشرقية، التى سجلت دليلا على مدى وحشية الكيان الإسرائيلى الذى استهدفت طائراته مدرسة إبتدائية، ما أدى إلى إستشهاد 19 وإصابة 36 أخرين، وبعد أن كانت القرية هدفا للإستعمار أصبحت هدفا لوحش الإهمال والنسيان ولم تشفع لها ذكرى تلك المجزة لجذب انظار المسؤولين إليها. "على مدى سنوات عديدة والأمراض تنهش أجسادنا، ما أحنا بنعتمد على بحر البقر الممتلئ بمياه الصرف الصحى والزراعى والأسمدة والمبيدات والديدان فى رى الأراضى الزراعية وتربية الماشية فضلا عن إختلاط تلك المياه بمياه الشرب ." بتلك الكلمات عبر حبيب إبراهيم أحد الأهالى عن جانب من المأساة التى يعيشونها " وتابع : " الأراضى الزراعية مهددة بالبوار والمحاصيل قلّت، عشان مش لاقيين مياه للرى، ونعتمد على مياه مصرف بحر البقر " ، وأضاف أن العديد من الأهالى أصيبوا بأمراض الفشل الكلوى والأنيميا فى ظل تناول الأسماك الموجودة ببحر البقر المشبعة بالتلوث "، وطالب إبراهيم المسؤولين بضرورة تغطية المصرف من أجل إنقاذ الأهالى من هذا الوضع الكارثى متسائلا: " ذنبنا أيه عشان نستقبل الصرف الصحى للقاهرة كلها ؟ هو أحنا مكتوب علينا نعيش فى جحيم" ؟ من جانبه لفت عاطف عبد الحميد، موظف، إلى خطورة ما وصفها ب " معدية الموت" التى تقع ببحر البقر 1 ، مشددا على أنها لا تقل خطورة عن تلوث بحر البقر، حيث تحصد أرواح كثير من الأطفال، وأوضح أن المعدية مصنوعة من قطع خشب متهالكة ومعظم الأهالى خاصة الأطفال يضطرون إلى المرور من فوقها، لأنها الوسيلة الوحيدة التى توصلهم إلى المدرسة، وشهدت مصرع أطفال، من بينهم ابنته إيمان، وأشار أحمد إبراهيم محمد، عامل، إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للمطالبة بتغطية الترعة بقرية البقر 1 ، على غرار ما حدث بمناطق مجاورة، ولكن احدا لم يعرهم اهتماما، لافتا إلى أن نجله لقى مصرعه إثر سقوطه بتلك الترعة. ويواجه اهالى بحر البقر أزمة أخرى، تتجسد فى أن أقرب مستشفى إليهم يبعد 45 كيلو مترا على الأقل، خاصة أن مستشفى بحر البقر 2 الذى تم البدء فى إنشائه عام 2005 لم يتم الانتهاء منه بعد. يقول صديق العيسوى ، محام، إن المستشفى تم الشروع فى إنشائه قبل 9 سنوات ويقع على مساحة 12 قيراطا تبرع بها الأهالى ليخدم 120 ألف نسمة من أبناء قرى شهداء بحر البقر وقرى الوحدة المحلية بقصاصين الشرق , وقرى الوحدة المحلية بمنشأة أبو عمر، مضيفا أن المبنى مكون من 3 طوابق ولم يتم تشغيله حتى الأن، كما أن مسؤولى مديرية الصحة اشترطوا لكى يتم تشغيله أن يتحول لوحدة طب الأسرة ما دفع الأهالى للرفض والإصرار على أن يكون مستشفى مركزىا نظرا لحاجتهم الملحة للمستشفى، لافتا إلى أن أقرب مستشفى يبعد عنهم نحو 45 كيلو مترا كما تبعد عنهم مستشفيات الزقازيق 80 كيلو مترا, وتساءل: هل يُعقل أن يتم بناء مستشفى ثم يتحول إلى خرابة تنعق فيها البوم ووكر للبلطجية ومدمنى المخدرات ؟ وكشف عبد الحميد عن بعد جديد فى مشاكلهم كاشفا عن أن الأهالى يواجهون مشكلة أخرى تتمثل فى توزيع 80% من الشقق السكانية لمحدودى الدخل على غير المستحقين وبالمخالفة للقانون، لافتا إلى أن تلك الشقق تقع فى 5 عمارات بها 240 شقة ، ولكن بعد ثورة 25 يناير، تم توزيع الشقق عن طريق الشئون الإجتماعية وشابها الواسطة والمحسوبية ، على حد قوله، لافتا إلى أنه تم تحرير محضر رقم 1746 لسنة 2014 إدارى مركز شرطة الحسينية بشأن إهدار المال العام بالمشروع والتربح والإستيلاء عليه من قبل بعض الموظفين، وتم تشكيل لجنة بمعرفة مجلس مدينة الحسينية لفحص كافة مستندات تسلم الشقق . وعن أزمة المواصلات تقول جميلة محمد حسن، موظفة، إن وسائل المواصلات ببحر البقر غير آدمية، موضحة أنهم يعتمدون على السيارات ربع النقل " المكشوفة " حيث يتم حشر أكثر من12 راكبا، وأضافت أن طالبات الجامعات يواجهن صعوبة شديدة فى إستقلال تلك السيارات . وفيما له صلة..ويواصل العشرات من أهالي قرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية، اعتصامهم داخل قطعة أرض لمطالبة المسؤولين بتخصيصها لإقامة خدمات عامة عليها في ظل افتقارهم لأي خدمات أساسية. وأوضح المعتصمون أن قطعة الأرض تبلغ مساحتها 7 آلاف متر، كانت تابعة للشركة المصرية للحوم والألبان "قطاع عام" التي تم إنشاؤها منذ عام 1966 بهدف إقامة مشروعات لزيادة الإنتاج وإتاحة فرص عمل للشباب، وأضافوا أن الشركة توقفت عن العمل منذ عام 2005 وعقب ذلك تم إجراء مزاد علني لبيع 8 آلاف فدان، مشيرين إلى أنه تم الإعلان عن إجراء مزاد خلال 11 مارس الماضى لبيع الجزء المتبقي ، ما دفعهم لنصب خيمة داخل حيز الأرض والاعتصام فيها لمطالبة المسؤولين بتخصيصها لإقامة مشروعات خدمية منها : إنشاء شبكة للصرف الصحي ومستشفى ومدرسة إعدادي وثانوي، ونقطة إطفاء ومركز شباب، خاصة أن القرية تفتقر لأي خدمات،. وأكد الأهالى استمرارهم في الاعتصام وعدم مغادرة الأرض أو السماح لأي شخص بأن يسلبهم الأرض، مطالبين المسؤولين بالنظر إليهم بعين الرحمة