وجهه البشوش المتجمل بنظارة طبية، بات مشهورًا لدى عشاق معرض الكتاب، فلا يترك دورة في تلك الفعالية الثقافية إلا وحضرها رغم وهن صحته وتزداد مرضه، ليتوج بلقب "أقدم زائر"، وسط احتفاء به من القائمين على المعرض في دورته ال51. شغف إسماعيل محمد فرحان، البالغ من العمر 77 عاما، بالقراءة منذ صغره، جعل نظرته لحدث معرض الكتاب تختلف عن البقية، فيرى فيه فرصة للعلم والمعرفة إمكانية لشراء مخزون العالم من الكتب والروايات الذي سيتغذى عليه طوال العام. "بستقبل المعرض بالفرح وأودعه بالحزن".. هكذا بدأ إسماعيل حديثه ل"الوطن"، حيث يعد معرض الكتاب بالنسبة له الفرصة التي ينتظرها طوال العالم، فهو الحدث الوحيد القادر على إشباع شغف القراءة لديه، حيث تتنوع الكتب أمامه بمختلف كتابها. "اليوم يفتتح أول معرض دولي للكتاب".. ذلك "المانشيت"، الذي نشر في عام 1969، وشاهده "إسماعيل" في إحدى الجرائد، كان دفعا له لزيارة المعرض والتي كان حينها طالبا بالجامعة، وفور أن دخل المعرض أعجب بكم الكتب المتاح في بالمعرض، واشترى منه كتابا واحدا وهو ما استطاع أن يشتريه حينها، وهو كتاب "رياض الصالحين"، حيث نصحه رجال الدين أنه أفضل كتاب للتففة في الدين بوسطية واعتدال. لم يفوت الرجل السبعيني حضور معرض الكتاب في أي من المرات التي عقد فيها، فالدورة الوحيدة التي لم يحضرها كانت في عام 2011، والتي كانت ألغيت في الأساس بسبب أحداث يناير حينها، "حتي في ظل ظروف البلد دي كنت مقرر أني هحضر المعرض". "مساحة المعرض في أول دورة نص جناح من معرض 2020"، هناك اختلافات عديدة بين الدورة الأولى والحالية، أولها المساحة التي بدأت صغيرة وازدادت أضعافا في الحالية، كذلك نوعية الكتب في الدورة الأولي كانت عبارة عن كتبا عن ثورة يوليو ومنشورات وطنية، أما الآن متاح كل الكتب من كل دول العالم، تتمكن أن تشتريها بأرخص الأسعار. روتين ثابت اعتاد "إسماعيل"، على اتباعه خلال دوارت معرض الكتاب ال51 التي حضرها، من بينها اصطحاب أبنائه وأحفاده معه خلال معرض الكتاب ليتمتعوا بشراء الكتب التي يريدونها، كذلك زيارة المعرض أكثر من مرة خلال الدورة الواحدة، حيث يزور الأجنحة المختلفة ويسجل الكتب التي تعجبه ربما يجدها في جناح آخر بسعر رخص أو يجد كتابا أفضل لذلك "زيارة معرض الكتاب مرة واحدة لا تكفي". لم يكتفِ بحضور معرض الكتاب برفقة أبنائه وأحفاده فقط، بل يرسل دعوات معرض الكتاب إلى زملائه وأصدقائه في المحافظات المختلفة، عبر البريد المستعجل على نفقته الخاصة، بهدف تشجيع المواطنين على حضور المعرض والاستفادة منه.