120 عملاً فنياً، مرسومة بأيدى مستشرقين، فى الفترة التالية لخروج الحملة الفرنسية من مصر، يعرضها قطاع الفنون التشكيلية فى قصر عائشة فهمى بالزمالك، فى معرض بعنوان «ذاكرة الشرق»، يستمر ليوم 6 فبراير المقبل. فى هذه الفترة وبعد ترجمة الأدب العربى القديم و«ألف ليلة وليلة» إلى اللغات الأوروبية، تزايدت رغبة المستشرقين فى الاتصال المباشر ومعايشة ما يجرى فى هذه المجتمعات الزاخرة بالسحر والأساطير، فرسموا لوحات تعبّر عن رؤاهم المختلفة لأحياء القاهرة وأسواقها والطرز المعمارية للبيوت والمساجد وأنماط مختلفة للحياة من خلال استلهام الأعمال من سلوك البشر فى الأسواق والمقاهى، ووسائل أسفارهم، وملابس النساء والرجال، وكيفية تعاملهم مع النيل والصحراء. جاءت لوحة بعنوان «منظر للقاهرة» للفنان بوسبير ماريلا، يظهر فيها الرجال بجلابيبهم وعمائمهم وسط بنايات ترتفع لطابقين فقط، بينما يرتفع المسجد بمئذنته فى الخلفية ارتفاعاً شاهقاً، ولا يخلو المشهد من امرأتين تلبسان اليشمك، ولوحة أخرى بعنوان «مدخل مسجد» للرسام «ديميير دهناك»، يظهر طريقة تعامل الناس مع المساجد، ومع الدين، حيث جاءت جلسة رجلين على المصطبة، وآخر على الأرضية أمام باب الجامع، ويبدو على ملامحهم حالة جلية من البؤس والغياب. هذه الأعمال رسمها ما يزيد على 50 فناناً من المستشرقين، أغلبهم من الفرنسيين، حسب الفنان إيهاب اللبان، منسق المعرض، مشيراً إلى أن اللوحات من مقتنيات ثلاثة متاحف، هى محمود خليل باشا، والجزيرة، والفنون الجميلة، والمعرض ضمن سلسلة «كنوز متاحفنا» المهتمة بتسليط الضوء وإخراج الكنوز الفنية المهمة التى لم تُعرض من قبل، لافتاً إلى أن المجموعات الشهيرة التى تمتلكها مصر مهمة، وتجتمع فى سياق واحد، وهو توثيق القاهرة بعيون مستشرقين وقعوا فى غرام مصر.