أكد عدد من الخبراء العسكريين أن العملية البرمائية التى نفذتها قواتنا المسلحة فى إحدى مناطق البحر المتوسط، هى رسالة «ردع معنوى» ترسل خلالها الدولة المصرية رسالة بأننا لا نريد الحرب، ولكننا جاهزون، وقادرون على تأمين حدودنا ومصالحنا ضد أى «أعمال متهورة» قد تستهدف الأمن القومى المصرى. قال اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن «العملية البرمائية» هى محاولة مصرية لمنع أى صراع عسكرى مسلح يستهدفها أو أمنها القومى قبل حدوثه؛ فهى رسالة بأننا أقوياء وقوة عسكرية متطورة لا يُستهان بها، وأن أى طرف سيحاول استهدافنا فنحن جاهزون لمواجهته. سمير فرج: "العملية البرمائية" رسالة ردع ل"من يهمه الأمر" سواء دول أو ميليشيات.. والقوات المشاركة كانت على أعلى مستوى تدريبى وأضاف «فرج» ل«الوطن»، أن «العملية البرمائية الكاملة» هى أعلى مستوى تدريبى نفذته القوات المسلحة المصرية منذ فترة طويلة، حيث شارك فيها كل الأسلحة الرئيسية بقواتنا المسلحة من قوات بحرية أو جوية أو دفاع جوى أو مشاة أو عناصر إبرار، مع استخدام أنواع جديدة لمكافحة الغواصات، وهى من المصادر الرئيسية التى من الممكن أن تُهدد أمننا القومى البحرى، مضيفاً: «حجم القوات المشاركة فى التدريب ونوعية القوات والأسلحة كانت على أعلى مستوى». وقال الخبير العسكرى إن العلوم العسكرية تقسم «الردع» إلى مستويين، أحدهما «معنوى»، وفيه تبلغ الآخر بأن قواتك المسلحة قوية وجاهزة، وستردعه إذا لم يتراجع، أما «الردع المادى»؛ فهو المستوى الآخر للردع العسكرى، عبر تنفيذ عمليات لحماية أمنك القومى، وإجبار الآخر على وقف المواجهات العسكرية والإضرار بأمنك واستقرارك. وعن الطرف المستهدف من «الرسالة المصرية»، قال «فرج»، إنه «من يهمه الأمر»، سواء دول أو ميليشيات إرهابية مسلحة، أو أى متعرض للأمن القومى المصرى، مؤكداً كفاءة وجاهزية الجيش المصرى لتأمين حدودنا البحرية واستثمارات الغاز فى منطقة شرق المتوسط واستثماراتنا فى البحر الأحمر. وافقه فى الرأى اللواء دكتور محمد الغُبارى، الخبير العسكرى والاستراتيجى، الذى أكد أن «العملية» هى إثبات عملى بأن مصر مستعدة لمواجهة أى تهديدات تستهدف أمنها القومى، وذلك «بأى وسيلة.. فى أى وقت.. وأى مكان». محمد الغبارى: التدريبات المشتركة أمدتنا بالخبرة لمواجهة "الأعداء الجدد".. وجاهزون "بأى وسيلة وفى أى وقت وأى مكان" وأضاف «الغُبارى»، ل«الوطن»، أن هذا التدريب هو أرقى مستويات التدريب المشترك لجميع أفرع القوات المسلحة، والذى أظهر الكثير للمتخصصين فى الشئون العسكرية، بالإضافة إلى أنه رسالة طمأنة للمصريين جميعاً بأن جيشهم قوى وقادر على حمايتهم جميعاً من أى تهديد يستهدفهم. وعن حديثه حول إظهار «التدريب» للكثير من المتخصصين العسكريين قال إنه رسالة بأن مصر لديها «الخبرة» لمواجهة «الأعداء الجدد» فى المنطقة، وأنها قادرة على ردعهم، وذلك عقب إجراء تدريبات مشتركة مع جيوش دول صديقة وشقيقة يوجد لديها أسلحة مشابهة لدول قد تُهدد الأمن القومى، سواء كان ذلك بالطيران أو الغواصات، أو غيرها من الأسلحة. وأكد اللواء دكتور نصر سالم، الخبير العسكرى والاستراتيجى، أن «العملية البرمائية» تحقق «شروط الردع» وفقاً للعلوم العسكرية، من إقناع الطرف المراد ردعه بجدية القوات المسلحة، وأن «أى تفكير متهور، سيكون عقابه أكثر إيلاماً وأكبر خسائر من أى مكاسب قد يحققها»، وهى رسالة أرسلتها مصر بالفعل لأى دولة أو طرف أو جهة قد تُفكر مجرد التفكير فى تهديد مصالحنا أو أمننا القومى. وأضاف «سالم»، ل«الوطن»، أن «التدريب» يُظهر المستوى العالى للكفاءة التى تعمل بها الأفرع الرئيسية المختلفة بالتعاون مع بعضها البعض، وقدرتها على تنسيق الجهود لحماية الأمن القومى المصرى، مضيفاً: «لدينا كل ما هو ضرورى للحرب حال الحاجة لذلك». وأشار الخبير العسكرى إلى أن من المهام الرئيسية لقواتنا المسلحة هى الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وحماية مصالحنا الحيوية، سواء داخل أو خارج حدودنا، عبر استراتيجيتين واضحتين، الأولى استراتيجية ردع تجعل العدو يفكر أكثر من مرة، ويرتدع قبل أن يفكر فى تهديد مصالحنا أو أمننا، أما الاستراتيجية الثانية فهى المواجهة إذا تم العدوان لدحره، وتدمير القوات المعتدية علينا أو على مصالحنا. وأوضح أن مصر تعمل على منع الصراع العسكرى قبل حدوثه، لكن إذا حدث فإننا جاهزون للمواجهة، مشيراً إلى أن الرسالة تحذير واضح لكل من تسول له نفسه الاعتداء على أمننا القومى، وليس دولة أو جهة واحدة. وعن ظهور أسلحة حديثة وقوات عالية التدريب فى «العملية البرمائية»، قال: «هذا قليل من كثير لدينا». وأشار إلى أن مصر كانت قد أظهرت فى تدريب بحرى سابق استخدامها لصاروخ «الهاربون» الذى يصل مداه ل150 كيلومتراً، وهو مضاد للقطع البحرية والغواصات، ما يُعتبر «رسالة ردع واضحة». وشدد على أن «حقول الغاز الموجودة فى المياه الاقتصادية المصرية هى أهداف حيوية نعمل على حمايتها بكل السبل الممكنة لأنها هدف عالى القيمة»، مضيفاً: «لهذا تعاقدت مصر على أسلحة حديثة وقدمت لها مؤخراً من (رافال)، و(فريم)، و(كاموف)، والغواصات الحديثة»، وغيرها، مشيراً إلى أن هدف هذه الأسلحة منع أى «متهور» من تهديد مصالحنا أو الإضرار بها. وعن الموقف فى الأراضى الليبية قال إن الدولة المصرية أعلنت بوضوح أننا نقف إلى جوار ليبيا، وندعم الشعب الليبى. وقال اللواء دكتور محمد زكى الألفى، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن مصر قد تكون مستهدفة من تحركات قوى إقليمية، ومن ثم فإنها تعد العدة لمواجهة أى اعتداء أو تهديد يستهدف مصالحها أو المساس بأمنها القومى. وأضاف «الألفى»، ل«الوطن»، أن كافة مؤسسات الدولة المصرية تعمل على صيانة أمنها القومى، وخير دليل على ذلك اجتماع مجلس الأمن القومى المصرى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً، بحضور جهات عديدة، مشيراً إلى أن الاجتماع تابع الإجراءات الخاصة لحماية الحدود المصرية براً وبحراً وجواً، وأقول وأؤكد أننا قادرون على تنفيذ ذلك، بفاعلية، وبقوة، كما أننا نؤمن بجدية أهدافنا الحيوية فى البحر المتوسط، خصوصاً فى المياه الإقليمية، والاقتصادية، مثل حقول ومنابع الغاز الطبيعى؛ فهى أهداف اقتصادية عالية القيمة بالنسبة لنا. وأشار إلى أن مصر تبذل منذ عدة أيام جهوداً دبلوماسية على أعلى المستويات الممكنة لوقف أى تصعيد فى المنطقة، وذلك جنباً إلى جنب مع استعدادها للتعامل مع أى عدائيات قد تستهدفها.