أنامل تصنع الجمال، تغزله وتطرزه وتضفى عليه لمسة خاصة لتخرج مشغولات يدوية تعكس خيالاً خصباً لمبدعته تحول إلى واقع إبداعى ملموس. هنا تجلس «طاهرة جلال» التى تبلغ من العمر 70 عاماً، فى الجهة اليمنى من الباب الرئيسى للمعرض، لتسرد قصة نجاح منتجاتها التى شاركت بها فى معارض كثيرة بعدة بلدان أبرزها الإمارات العربية المتحدة. «جئت من نصر النوبة بأسوان، وليست هذه المرة الأولى التى أشارك بها فى معرض ديارنا، فقد تعلمت المشغولات اليدوية منذ صغرى وورثت المهنة عن والدتى، وأشارك فى معارض المشغولات والحرف اليدوية منذ عهد الرئيس أنور السادات» تقول «طاهرة»، موضحة أن أول معرض شاركت به هو «أبوسمبل»، بخلاف مشاركتها بمعارض الأسر المنتجة والصندوق الاجتماعى، ومعارض أخرى، لافتة إلى أن معرض «ديارنا» يشهد زيارة عدد كبير من هواة اقتناء المشغولات اليدوية، وحجم المبيعات به كبير، وتابعت «نصنع المنتجات طول السنة فى البيت لتجهيزها للمعرض»، مضيفة أنها تدرب كثيراً من فتيات النوبة وغيرها بمنزلها الخاص على طريقة صنع «الطاقية والشال والحصيرة والسجاد»، باستخدام الخرز والكروشيه، وأكدت السيدة السبعينية أن دخل البيع فى المعارض يكون أكبر من البيع الحر، نظراً لصعوبة بيع «الشغل اليدوى» من المنزل، وقالت «ليس لدىّ خبرة فى الإنترنت ووسائل البيع المنتشرة هذه الأيام»، وأوضحت أنه على الرغم من أن هذه المشغولات اليدوية فى طريقها للانقراض فى ظل انتشار الماكينات والمصانع، إلا أن هناك من يقدر هذه المشغولات ويقبل عليها، قائلة «لها زبائنها». وعن صناعة السجاد اليدوى قالت إنه ملىء بأسرار التكوين والتركيب، ولا يعرف تفاصيلها إلا عدد قليل من المهتمين بالصناعات القديمة، مشيرة إلى أن خيوطها إما أن تكون مصنوعة من الصوف أو الحرير، بجانب إدخال نماذج جديدة تتماشى مع الموضة، وأكدت أنها تستخدم الصوف النقى والطبيعى ويتم نسجه وفق رسومات وصور من التراث والطبيعة، ويعتبر عائد السجاد جيداً بالنسبة لغيره من المنتجات.