أكد صناع السينما والدراما الأمريكية المشاركون فى ملتقى «أيام القاهرة لصناعة السينما 2019» ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى أن مصر لديها فرص كبيرة للمنافسة فى الأسواق العالمية، حيث إن الفرصة لدى صناع الدراما ملائمة للغاية لتقديم محتوى مختلف يستقبله الجمهور فى الولاياتالمتحدة، مؤكدين أن الجمهور لم يعد يُشاهد المحتوى الذى تم إنتاجه من أجله فقط بل لديه الرغبة فى التعرف على الآخر، وطالب صناع السينما الأمريكية المشاركون بمهرجان القاهرة السينمائى بزيادة مساحات وقاعات العرض لتتاح للجميع مشاهدة العروض. وقالت المنتجة الأمريكية جوانا بلاكلى: «شاركت فى برنامج الدبلوماسية السينمائية بالشرق الأوسط منذ بدايته، حيث رغبنا فى تقديم أفضل دعم لصناع الأفلام والمبدعين فى المنطقة، ومساعدة كتاب السيناريو فى تقديم محتوى عصرى يتناسب مع الجمهور ويجذب المشاهدين، وهذا ما استدعى لنا البحث عما يرغب فيه الجمهور ونوعية القصص التى يكونون شغوفين بها وحال السوق الفنية هنا». وأضافت: «مشاركتنا فى مهرجان القاهرة السينمائى العريق والكبير الذى يعتبر الأهم فى المنطقة، أسعدتنا خاصة أنه يضم مجموعة من أفضل صناع الأفلام بالمنطقة، ويشمل برنامجه الكثير من الأفلام المثيرة، الآن يأتى الاهتمام من قبل إدارة المهرجان فى توسيع الدائرة والحديث كذلك عن صناعة المسلسلات التى تمثل جزءاً مهماً من صناعة الترفيه وتصل إلى كل مكان سواء عبر شاشات التليفزيون أو المواقع والمنصات الرقمية، وهذا هو سبب وجودنا هنا والمشاركة بهذا الملتقى من المهرجان». موضحة: «الفرصة لديكم ملائمة للغاية لتقديم محتوى مختلف يستقبله الجمهور فى الولاياتالمتحدة على سبيل المثال، فنحن لدينا صناعة ترفيه ضخمة، لكنها فى الوقت نفسه تقول لنا مواقفنا وحياتنا والدعابات التى نعرفها بلا جديد يُمكنه إثارة خيال المشاهد، ونحن نصدر هذه المنتجات الفنية إلى العالم الخارجى لأنهم ليست لديهم مثل هذه الصناعة بنفس الشكل أو المحتوى، هذا يتغير الآن وبسبب المنصات الرقمية صارت عمليات الإنتاج أقل إنفاقاً بكثير عن الماضى، لذلك صارت هناك فرصة كبيرة لإنتاج محتوى ترفيهى عالى الجودة». وعن ملاحظتها لفعاليات المهرجان قالت: «آمل من القائمين على المهرجان فى الدورة القادمة أن يقوموا بزيادة عدد صالات العرض التى تُعرض فيها أفلام المهرجان لمنح عدد أكبر من الجمهور فرصة مشاهدتها فى أكثر من موعد، فقد لاحظت أن المنظمين يقومون بتخصيص أماكن محددة وقليلة لعروض الأفلام، وهذا يحدث فى مهرجانات أخرى، وأتمنى أن يحدث هذا أيضاً فى مهرجان القاهرة». وقال كريس كيسر، منتج ومؤلف درامى حائز على جائزة الجولدن جلوب: «نحن هنا كجزء من برنامج الدبلوماسية السينمائية الذى تنفذه وزارة الخارجية الأمريكية، والذى يقوم على شراكات بين الفعاليات الفنية والثقافية ومؤسسات الإنتاج السينمائى العملاقة فى لوس أنجلوس، حيث نقوم بتقديم ورش للمبدعين وصناع الأفلام المصريين خلال فعاليات أيام القاهرة السينمائية، حول فنون كتابة السيناريو، خلال العامين الماضيين قابلنا الكثير من المبدعين والشركاء فى المنطقة، الذين يملكون الكثير من المواهب والأفكار التى تقود إلى تطوير هذا التعاون بين الولاياتالمتحدة وشركائها». موضحاً: «أشعر بالحماس تجاه هؤلاء الذين يُمثلون مستقبل صناعة السينما والتليفزيون فى مصر، والمشاركين فى هذه البرامج، فنحن نهتم كثيراً بالعمل فى التليفزيون وكتابة محتوى المسلسلات، لذا كان لدينا سؤال مهم حول متى يُمكن للمحتوى التليفزيونى الذى يتم إنتاجه هنا فى المنطقة أن يُصبح عالمياً، ويصير جزءاً من المعادلة التليفزيونية فى العالم، وقد كان هناك ما يُشبه قاعدة قديمة تقول إن كل الجمهور فى كل منطقة يحب أن يُشاهد المحتوى الذى تم إنتاجه من أجله حسناً، لم يعد هذا حقيقياً الآن، فالكل يُمكنه أن يُشاهد أى محتوى طالما كان شغوفاً به، لديكم هنا موسم عظيم للإنتاج التليفزيونى هو موسم شهر رمضان الذى يتم من أجله صناعة عدد كبير للغاية من المسلسلات، لكنها تختفى مع نهاية الموسم ولا يعود أحد لمشاهدتها، لذا كنا نتناقش حول ما إذا كان يُمكن صناعة محتوى تليفزيونى مصرى أو شرق أوسطى يصلح لأن يكون عالمياً ويجذب جمهوراً مختلفاً من بقية أنحاء العالم وليس فقط أبناء المنطقة». وأضاف «كريس»: «تناولت مناقشتنا كذلك صناعة محتوى تليفزيونى لا يرتبط فقط بفكرة الحلقات الثلاثين كما هو مُعتاد هنا، بل ناقشنا تقديم محتوى مُركّز ويستمر فى جذب المشاهد، مثل صناعة مسلسلات من 6 أو 10 حلقات فقط، وخلق مواسم تليفزيونية جديدة لا ترتبط فقط بشهر رمضان أو موسم معين»، فهناك حس ما متعلق بصناعة المحتوى التليفزيونى ويتعلق بما يصلح لتقديمه عالمياً بحيث يجذب الجمهور مهما اختلفت ثقافته، وهو الأمر الذى يحدث حالياً على الكثير من المنصات الرقمية، والتى صارت تقدم أعمالاً تليفزيونية من عدة دول وتنال نجاحاً عالمياً ويُمكن تقديم عدة مواسم أخرى منها، وكما قلنا فنحن نقوم بالعديد من الأبحاث عن صناعة الترفيه وما يُمكن تقديمه للجمهور العالمى من أجل تحقيق ثقافة عالمية تُمكّن الجميع من مشاهدة المحتوى؛ لذا فإذا كان المحتوى الذى يقدم سوف يختفى بعد رمضان إذن فهو ليست لديه فرصة لأن يستمر سواء بسبب شخصياته أو العلاقات بينها التى لا يُمكن الاستمرار فى تقديمها كما يحدث فى الكثير من الأعمال التى تُقدم عالمياً وينتظرها الجمهور؛ وأظن أن فكرة جمود المحتوى الذى يتم تقديمه هنا فى مصر يُمكن كسرها، أظن أن الأشخاص الذين يبحثون عن قصص وشخصيات فريدة هم من يستطيعون تقديم محتوى كهذا، وأعرف أن الجمهور الأمريكى سوف يكون شغوفاً للغاية بمتابعة محتوى قصة وأشخاص يتطورون بحكاياتهم فى مدينة مثل القاهرة». وتابع: «المحتوى الرقمى شكّل نقلة وتطوراً هائلاً فى فكرة المحتوى الذى يتم تقديمه، ففى الماضى كانت هناك الكثير من المعوقات من أجل عمل وعرض مسلسل تليفزيونى، لكن الآن يمكن لمجموعة من الشباب الموهوبين عمل مسلسل على اليوتيوب، يمكنهم فعل ذلك على إنستجرام، هذا يوضح أن هناك من يمكنه إتاحة الفرصة واستثمار بعض المال فى العروض والمسلسلات التليفزيونية، ومن مميزات هذا أن القصة يُمكنها أن تستمر بأكثر من شكل، وهذا يمنح القصة انتشاراً أكبر عندما يتم عرضها على شاشات التليفزيون أو الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة». وحول إمكانية وصول صناعة السينما المصرية للعالمية قال «كريس»: «لدينا الكثير الذى ما زال علينا تعلمه عن السينما والدراما وسوق هذه الصناعة فى مصر، لكن العالم يتوقع من هنا الكثير، والآن الكثير من القائمين على هذه الصناعة يحاولون الوصول للجمهور العالمى، ولأجل الوصول لهذا الجمهور يجب عليهم فعل الكثير، وسيعود هذا بالكثير من الأرباح على القائمين على صناعة الترفيه هنا؛ وبالفعل فإن السوق هنا فى المنطقة كبير للغاية، حيث يوجد لديكم ما يقرب من 300 مليون مشاهد، وهذا ما يجعل المنتجين هنا لديهم فرصة كبيرة للغاية للربح من هذا العدد الهائل من الجمهور لوجود قيمة سوقية عالية». فيما قالت هيذر راى، مخرجة ومنتجة أفلام وثائقية، التى كانت قد رشحت لجائزة أوسكار: «إن هناك نافذة مهمة للشباب من خلال الأفلام الوثائقية لإعدادها كما هو الحال فى الأفلام الروائية، كل ما يحتاجه الأمر هو وجود كاميرا للتصوير وجمع فريقك والبدء فى التصوير مباشرة، هكذا تنتج الأفلام الوثائقية، شىء ما يحدث فنقوم بتصويره، وأعتقد أنه ليس من الصعب صناعة قصة تحدث فى الوقت الحالى على عكس الأفلام الروائية التى تحتاج كثيراً من الوقت، لكن الأفلام الوثائقية أنت فى حوار مع العالم، فعلى سبيل المثال فيلمى الوثائقى الذى رشح للأوسكار (النهر المتجمد) والذى يعتبر رؤية معاصرة للسكان الأصليين للولايات المتحدةالأمريكية يشبه كثيراً ما حدث فى المنطقة العربية وهو إنتاج قد لا يحتاج لميزانيات ضخمة فبعض الأفلام الوثائقية تنتج بالهواتف المحمولة». وأضافت: «لكن لا يعنى ذلك الاستهانة بالأفلام الوثائقية التى يكشف بعضها عن خبايا وقد يحدث ضجة عالمية، حتى إذا كان الشخص فى قلب الحدث فعليه أن يمر بمرحلة حتى يعرف كيف يقوم بتكوين قصة بالطريقة الصحيحة، وعليه أن يأخذ وقته الكافى لتعلم وتطوير أسلوبه، ولكن أيضاً هناك ديمقراطية فى صناعة الأفلام الوثائقية، وهى أمر مهم للغاية، فهى تعطى الصوت لمن لا يمتلكونه، وفى كل مرة يأخذ من لا يمتلك الصوت قوة الإعلام فى أيديهم يحدث شىء يغير الثقافة». وتابعت «هيذر»: «أنا أعشق التاريخ، ولدى مصر تاريخ عميق ومميز، ولكنى أيضاً لدىّ شغف لأعرف لماذا هوية وثقافة مصر مختلفة عن باقى أفريقيا والشرق الأوسط، وأعتقد أن مصر لديها هويتها الفريدة، قد أقدم فيلماً عن شخصية معاصرة اليوم ولكن فى نفس الوقت قد نبحث فى جذورها وماضيها. فيما قالت كيلى توماس، مخرجة ومنتجة حاصلة على جائزة سبيريت: «الناس هنا يتمتعون بالطيبة والكرم ومحاولتهم الدائمة لمشاركة ثقافتهم وثقافة عائلاتهم، لذلك إذا قمت بصناعة فيلم فقد أهتم بالتركيز على المصريين أنفسهم وكيف أن المصريين ليس هنا فقط ولكن حول العالم فخورون بثقافتهم وتاريخهم». وأكملت: «أعتقد أن الأفلام الوثائقية أصبحت تجارية مثل باقى أنواع الأفلام الأخرى، وبعض المهرجانات بدأت فى البداية بالاهتمام بالأفلام الوثائقية منذ عشرين عاماً، وإعطائهم منصة لتقديم فنهم. يذكر أن ملتقى «أيام القاهرة لصناعة السينما 2019»، نظم على هامش مهرجان القاهرة السينمائى لمؤسسة فيلم إندبندنت، ومبادرة الشرق الأوسط للإعلام لتعزيز نتاج التعاون والشراكات بين صناعتى الأفلام والتليفزيون فى الولاياتالمتحدة ومصر لمساعدة المنتجين المصريين على فهم استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة ونماذج التوزيع فى الولاياتالمتحدة.