اتفق عدد من الخبراء الاقتصاديين على إيجابية المؤشرات الأولية لموازنة العام الجديد التى أعلنت عنها الحكومة بشرط تطبيقها على أرض الواقع وأن يشعر بها المواطن العادى. وقال دكتور حازم الببلاوى، نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير المالية السابق، ل«الوطن»: إن المؤشرات التى أعلنت عنها الحكومة الحالية عن الموازنة الجديدة من تخفيض للدعم وزيادة للأجور هى نتاج السياسات التى اتخذتها حكومة دكتور عصام شرف من رفع الدعم عن المصانع كثيفة الاستهلاك وإقرار حد أدنى للأجور وزيادة الحوافز للموظفين. وأشار إلى أن المؤشرات الأولية للموازنة جيدة إذا تم تطبيقها بالشكل الصحيح وتلبية احتياجات المواطنين فى ظل عدم الاستقرار النسبى فى الأوضاع الاقتصادية والسياسية. واعتبر د. أحمد النجار، عضو اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة، أن ما أعلنت عنه الحكومة مجرد أرقام «حلوة» لكن ما يخفيه باطنها غير معلوم حتى يتم الاطلاع عليها بشكل تفصيلى ومعرفة هل هى مناسبة أم أنها لا تصلح للتطبيق من الأساس. وأضاف ل«الوطن» أن المؤشر الحقيقى للحكم على الموازنة الجديدة ليس الأرقام التى تعلنها الحكومة وإنما المعيار الأساسى كيفية تطبيق هذه المؤشرات على أرض الواقع من خلال تفاصيل التطبيق الواردة بالموازنة الإجرائية المكملة للموازنة، التى توضح كيف سيؤثر التخفيض فى قيمة الدعم على المواطن العادى، وهل هو التخفيض الواجب الوصول إليه أم أنه مجرد لعب بالأرقام. وأشار إلى أن تخفيض دعم المحروقات لم يوضح هل سيشمل بنزين 95 الذى تستفيد منه فئة لا تحتاج هذا الدعم أم لا، لافتاً إلى أن السفيرة الأمريكية استنكرت فى لقاء لها مع اللجنة الاقتصادية للحزب استمرار دعم بنزين 95 بقولها: «أنا وضعت فى سيارتى بنزين 95 مدعوما»، لافتا إلى أن الدعم يجب أن يكون بضوابط وليس أن يحصل عليه كل المواطنين بغض النظر هل هم فى حاجة إليه أم لا. وأوضح أن الزيادة فى باب الأجور والمرتبات قد تكون عادية لا ترفع الأجور استثنائيا نتيجة للزيادة السنوية للأجور. وأضاف أنه ستتم دراسة الموازنة خلال عرضها على البرلمان نهاية الأسبوع الحالى أو بداية الأسبوع المقبل، خاصة الموازنة الإجرائية التى سيتبين هل هى ملائمة أم لا. وقال دكتور طارق شعلان رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب النور: إن الحزب لن يعلن موقفه من الموازنة الجديدة قبل دراستها بشكل تفصيلى. وشارك الشارع الخبراء فى تخوفاتهم كون الزيادات التى اقرتها الحكومة فى موازنة العام الجديد فى الأجور مجرد أرقام. أحمد سعيد، الموظف بهيئة قصور الثقافة، قال: «يا عم دى أرقام بس مش هتوصل جيوبنا». وأبدى عبده على، موظف أمن، تخوفه من رفع المصانع أسعار السلع إذا رفع دعم الطاقة عن المصانع، وعندما أوضحنا له أن رفع الدعم سيكون على الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الحديد، قال: «يبقى الحديد هيزيد والشقق هتزيد وأنا عاوز أجيب شقة علشان أتجوز»!