تجمع عشرات آلاف العراقيين في وسط بغداد، أمس الجمعة، في أكبر مظاهرات احتجاج ضد الحكومة منذ سقوط صدام حسين، وطالبوا باجتثاث النخبة السياسية. وقتل خمسة محتجين متأثرين بإصابات لحقت بهم ليل الخميس، بعدما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ضد متظاهرين نصبوا خياما في ساحة التحرير بوسط بغداد استعدادا لمظاهرات الجمعة. قال الدكتور عبدالكريم الوزان، الأكاديمي العراقي، إن مظاهرات أمس تعتبر ثورة لأنها تختلف عن سابقاتها لأنها مستقلة والمشاركون فيها شباب من جميع الفئات والطبقات ولا دخل لجهة سياسية أو دولة فيها. وفي الأيام الماضية، تسارعت بشكل مذهل وتيرة الاحتجاجات في العراق التي راح ضحيتها 250 شخصا على مدار الشهر الماضي، إذ اجتذبت حشودا ضخمة من مختلف الطوائف والأعراق رفضا للأحزاب السياسية التي تتولى السلطة منذ عام 2003. وأضاف الوزان ل"الوطن": "خرجت 4 تظاهرات لا تبتغي تحقيق تحسين الخدمات أو لقمة العيش بل تبحث عن الوطن والسيادة والاستقلال وتبحث عن بلد آمن، ستستمر وتتوسع وقد شهد العالم الآن التضحيات الجسام والأمم المتحدة تدخلت على الخط وأرسلت مبعوثتها إلى العراق، والجامعة العربية استنكرت والبرلمان العربي أيضا استنكر جلسته الأخيرة في القاهرة". وفشلت حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، التي تولت السلطة منذ عام، في الاستجابة للاحتجاجات. ولم تسهم حملة شهدت قيام الشرطة بإطلاق النار على الحشود من فوق أسطح المنازل، سوى في تأجيج غضب المحتجين. وتابع: "هناك دماء غزيرة سالت وما تزال والسبب هو الهيمنة الإيرانية ووجود عناصر إيرانية بزي عسكري عراقي وميليشيات موالية لإيران هي من أراقت الدماء والآن الصراع على الوجود والمصالح ويقتلون من أجل المصالح لإبقاء إيران وفتح ساحة الحرب لكل مآرب ونوايا إيران، والشعب العربي تفهم هذه الثورة والعشائر والعسكريون تفهموا الثورة ورفضوا الاعتداء واستخدام القوة المفرطة على الثوار". واختتم الوزان حديثه ل"الوطن": "هناك تعاطف كبير وأمل للعراقيين وأصبحت ساحة التحرير في بغداد تحمل الحلم والنصر قريب ويجب أن ينجلي هذا الظلام".