عاد المتظاهرون اللبنانيون للنزول إلى الشوارع لليوم الثالث على التوالي، مشددين على مطالبهم الداعية إلى تنحي الحكومة التي يتهمونها بالفشل في معالجة الأزمة الاقتصادية التي تؤثر بالسلب على الأوضاع في البلاد. وفي إطار سعيه لوقف الاحتجاجات وتفادي استقالة الحكومة اللبنانية، أكدت مصادر حكومية أن رئيس الوزراء سعد الحريري أعد مبادرة لمعالجة الأزمة لا تتضمن فرض ضرائب جديدة على المواطنين وإنما على المصارف، وحل أزمة الكهرباء سريعا. وقال سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، وفقا لتصريحات أدلى بها لتلفزيون الجديد اللبناني، ونقلتها وكالة الأنباء اللبنانية: "بعدما جربنا وحاولنا بكل الطرق والوسائل لإنقاذ الوضع، لكننا للأسف وصلنا إلى ما وصلنا إليه قررنا الاستقالة (استقالة وزراء الحزب في الحكومة)، وحاولنا كثيرا داخل الحكومة مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبقية الفرقاء، من أجل تصحيح المسار، لكننا لم نستطع". وأكد زعيم حزب القوات أنه وبعد أن لاحظ حزبه أن "أنفاس الناس قد احترقت"، تم اتخاذ قرار الاستقالة، لافتا إلى أن توقيت هذه الخطوة ليس مهما، لكن الأهم هو أن الحكومة وصلت إلى "حائط مسدود". ودعا للذهاب إلى حكومة جديدة، بدلا من الحكومة الحالية "العاجزة"، على حد تعبيره. ووجه "جعجع" رسالة، إلى الأمين لحزب الله، حسن نصر الله، أكد فيها أن حزبه شارك في حكومتين فقط، منوها إلى أن "العدو قبل الصديق" يشهد بنظافة الوزراء التابعين ل"القوات" خلال هاتين الحكومتين. وأشار إلى أن حزبه عارض جميع القرارات التي تمس "وجع الناس"، لافتا إلى أن هذه الاعتراضات موجودة داخل محاضر مجلس الوزراء. وهتف اللبنانيون أمس في الشوارع: "كلن يعني كلن، ونصر الله واحد منن"، في إشارة إلى رغبتهم في إبعاد جميع رموز السلطة الحاكمة عن المشهد السياسي، بما في ذلك ميليشيا حزب الله وزعيمها حسن نصر الله". وهدد "نصر الله" بنزول أنصاره إلى الشارع: "حركتنا مش بسيطة، إذا ننزل على الشارع ده مش قرار بسيط، يعني البلد كله بيروح لمسار مختلف، إن شالله ما ييجي وقته، وإذا جه وقته ستجدونا جميعًا في الشارع في كل المناطق وسنغير كل المعادلات". ورفض المتظاهرون تهديد "نصر الله"، إذ قال بعضهم: "نحن نريد الدولة، ونرفض دويلة يديرها شخص مختبئ"، في إشارة إلى سلطة حزب الله الواسعة على القرار اللبناني. وتعليقا على ذلك، قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق، فؤاد السنيورة، إنه يجب إلغاء هيمنة الميليشيات والأحزاب على القرار الرسمي". ويرى السنيورة أن استقالة الحكومة "لا تعني تغييرا حقيقيا كما يريده الناس، بل يجب إلغاء سلطة حزب الله على الدولة، حزب الله يمارس قبضة حديدية على لبنان والحكومة". كما أعلن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، رفض حزبه للورقة الاقتصادية المقدمة من رئيس الحكومة، سعد الحريري، مشددا على أن وزراءه لا يمكن أن يبقوا في الحكومة بوجود وزير الخارجية جبران باسيل.
