قالت الدكتورة دلال محمود، مدير برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصرى للدراسات والفكر الاستراتيجى، إن تطورات كثيرة طرأت على الجماعات الإرهابية فى السنوات الأخيرة، أبرزها تغيّر الهياكل التنظيمية لهذه التنظيمات، التى تحولت من الشكل الهرمى إلى الخلايا المنفردة، فضلاً عن تطور ميزانيات الإرهاب وتضخم أنشطته المالية، وأضافت، فى حوارها ل«الوطن»، أن الإرهاب استهدف التأثير على قرارات الدول فى الأوقات السابقة، لكن بعد 2011 استهدف إسقاط الدول وهدمها.. وإلى نص الحوار: كيف تطورت الجماعات الإرهابية خلال العقود الماضية حتى الآن؟ - حدثت تغيّرات كبيرة، أهمها تغيّر الهيكل التنظيمى للتنظيمات الإرهابية، فقد تحوّل هذا الهيكل من الشكل الهرمى التقليدى، الذى يعتمد على قيادة مركزية وكوادر وسيطة ثم القواعد الأوسع من الأعضاء مثل جماعة الإخوان الإرهابية حتى 2013، إلى هيكل جديد يعتمد على الشكل العنقودى، القائم على وجود خلايا نشطة تعمل بشكل لا مركزى، مع الالتزام بالإطار العام لعمل التنظيم وأهدافه الكبرى مثل تنظيم داعش الإرهابى وأيضاً «الإخوان» بعد 2013. ومع الوقت اكتسبت الطبيعة الهيكلية للتنظيمات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة» الشكل الشبكى، وهذا تحول جديد، بحيث يصبح التنظيم عبارة عن شبكة من الخلايا المنتشرة فى مناطق متفرقة، وقد تكون هذه الخلايا محلية، لكنها أعلنت مبايعتها للتنظيم الأم، وتلتزم بقواعده العريضة وأفكاره، مع حرية تحركها وتحديد أهدافها الداخلية. د. دلال محمود: التنظيمات الإرهابية استهدفت إسقاط الدول بعد 2011 وهل حدث تطور فى أهداف التنظيمات الإرهابية أيضاً مع تطور وتغيّر تنظيمها وطريقة عملها؟ - حدثت تغيّرات فى أهداف الجماعات الإرهابية بالفعل، قديماً، قبل 2011، هدفت التنظيمات الإرهابية إلى التأثير على الدولة ونظامها السياسى لصالح اتخاذ أو الامتناع عن سياسة معينة، مثل العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر فى التسعينات من القرن الماضى ضد قطاع السياحة، بل حتى فى كبرى العمليات الإرهابية، فى 11 سبتمبر 2001 كان الهدف هو التأثير على الإدارة الأمريكية لتراجع سياساتها تجاه عدة قضايا فى ذلك الحين، لكن بعد ذلك تطور هذا الهدف ليصبح إسقاط الدولة ذاتها، ويساعدها فى ذلك معاناة الدول أحياناً بمشكلات سياسية أو دخولها فى حالة هشة تسمح للتنظيمات الإرهابية باستغلالها. ومتى حدث هذا التطور من الرغبة فى التأثير إلى الرغبة فى الإسقاط؟ - فى 2011، شهد هذا العام مرحلة جديدة لتطور النشاط الإرهابى وقدراته وأهدافه. إسهامات أعضاء التنظيم الإرهابى وأنشطته الاقتصادية المصدر الأساسى لموارده ما أهم مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية؟ - تقليدياً كانت التبرعات وإسهامات أعضاء التنظيم الإرهابى هى المصدر الأساسى لموارده، كان يتم جمع تبرعات من الأعضاء، لا سيما الأغنياء منهم، وتعتبر هذه التبرعات المصدر الأساسى والوحيد للتمويل، لكن بعد ذلك تغير الأمر وتنوعت مصادر التمويل، وتضخمت ميزانيات الجماعات الإرهابية. هناك حكومات دعمت "داعش" بشراء النفط منه وما السر وراء تضخم ميزانيات الإرهاب؟ - قيامها بأنشطة اقتصادية وسيطرتها على أماكن وثروات حيوية، على سبيل المثال هناك تقديرات دولية بأن ميزانية تنظيم داعش الإرهابى بعد هزيمته تصل لنحو 300 مليون دولار، وقد تنوعت هذه المصادر ما بين بيع الموارد التى سيطر عليها التنظيم فى أماكن وجوده، فعلى سبيل المثال، بلغ بيع النفط نحو 25% من موارد «داعش» وقت سيطرته على مساحات فى العراق. وهنا يظهر دور الحكومات التى دعّمت «داعش» ووافقت على شراء النفط منه برغم علمها أنه تنظيم إرهابى، وهذا يكشف الدعم الذى تقدمه بعض الدول للإرهابيين.