مع اقتراب موعد بدء الدراسة تنتشر المبادارت التي تحارب ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية، وجميع مستلزماتها من "أدوات مكتبية ومدرسية، والحقائب بجميع أنواعها، والملابس والأحذية.. وغيرها"، لتوفيرها بأسعار رمزية وجودة عالية، ويعد معرض أهلا مدارس أحد أهم تلك المبادرات. وعلى نحو آخر، تمتلئ "فاترينات" المحلات بمستلزمات الدراسة لعرضها على المارة واضعة أسعارها عليها، كلاً منها حسب المنطقة المتواجدة بها، وفي مشهد ملفت للانتباه وضع عدد من المحلات أسعار مرتفعة، ما جعلها تعاني عزوف الزبائن عن الذهاب إليها. "الوطن" تجولت في بعض شوارع العاصمة لمطالعة الآراء حول إقبال المواطنين على المحلات التي تعرض الأدوات المدرسية بأسعار مرتفعة من عدمه، لتعارض الفئة الأكبر فكرة الذهاب إليها حتى وإن كان هناك إمكانية لشراء تلك الأدوات ذات الأسعار الجنونية. أحمد ابراهيم، أحد المتجولين بين المحلات لمطالعة أسعار الأدوات المدرسية، لمعرفة أفضل الأماكن من حيث الجودة والأقل سعرا، حتى يستطيع تحديد المكان المناسب لشراء الأدوات لأولاده الثلاثة، في المراحل التعليمية المختلفة، يروي ل"الوطن" تجربته مع الأسعار التي شاهدها، والتي كانت تختلف باختلاف المناطق التي ذهب إليها، فهناك محلات تعرض أسعار منخفضة ولكن دائما ما كانت الجودة الرديئة تغلب على المشهد. "هناك محلات تعرض أدوات بأسعار مرتفعة، تلك الكائنة بالأحياء الراقية، قد تصل إلى حد الجنون"، وأضاف: حتى إن كانت جودتها عالية فتظل أسعارها لا تتناسب مع حجم الحاجة إليها، فهناك حقائب مدرسية سعرها يتعدى ال 3 آلاف جنيه. وغلب على المشهد في الحالتين السابقتين عزوف البعض عنهم، على عكس المشهد في تلك التي تعرضها بأسعار متوسطة بجودة جيدة، حيث ملأتها الزبائن بالحضور الكثيف مطمئنة على الجودة قادرة على شراءها. أما بالنسبة لهشام محمد، أحد قاصدي منطقة وسط البلد، حيث منطقة العتبة والتي تتميز بتوافر جميع المستلزمات بها بأقل الأسعار الممكنه كونه من محدودي الدخل، يأتي في بداية كل عام دراسي قاصدا تلك المنطقة دون غيرها "ببقى عارف اني هاجي هنا هجيب كل حاجة العيال"، مشيدًا بما يتوفر لأبناءه من أدوات مدرسية ذات الجودة المتوسطه بأقل الأسعار. "حرام أشتري حاجة بسعر عالي استخدام ولادي ليها مش هيكمل 3 شهور"، عبارة رددتها سعاد محمد، موظفة بإحدى شركات البترول، والتي كانت تتجول بشارع قصر النيل، لتعبر عن رفضها شراء مستلزمات المدارس بتلك الأسعار المرتفعة، فبالرغم من قدرتها المادية على شراء ما يحلو لأبناءها مهما تكلف ثمنه، إلا أنها ترفض ذلك. يجوب شوارع منطقة عين شمس بالقاهرة بسيارته الخاصة، مصطحبا ابنته المقبله على الصف الأول الإعدادي، سائلا المارة عما إذا كان هناك مقر قريب لمعرض أهلا مدارس ليتوجه له، ليدله أحدهم عن وجود أحد المعارض بمنطقة النعام بشارع عين شمس، يتوجه إليه لشراء ما يلزم ابنته من أدوات مدرسية ومكتبية بأسعار "معقولة" حسب قوله. يقول هاني محمود: "بروح المحلات بلاقي الحاجة هي هي في أماكن تانية كتير أرخص"، مشيدا بالمبادرات التي تحارب غلاء الأسعار واستغلال المحلات عند اقتراب موعد بدء الدراسة.