قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنّه أحب مهنة الصحافة من قراءة الصحف لإبراهيم الدفراوي الضرير، صاحب شركة الدفراوي التي كان يعمل بها والده مديرا للحسابات. وتابع مكرم في حواره ل"الوطن" المنشور في عدد اليوم: "كان الدفراوي ضريرا لكنه كان رجلا جميلا، وكنت في أيام الإجازة الصيفية أصحبه ليذهب إلى المأمور وأقرأ له الصحافة، وحتى لا يمنعنى من أن أقرأ ما يريد ك(أين تذهب هذا المساء) وكان يصحح لي، كنت أقول سينما بفتح السين، فيرد بكسر السين، وكان عندي 7 سنوات حينها". وعن المهنة التي كان يطمح لها لو لم يلتقِ ب"الدفراوي" الذي أحب الصحافة من خلاله، قال: "وأنا طالب في التوجيهية كنت أعطي دروسا لأحسِّن دخلي، لأسر وأفراد كثيرين، وكنت طالب شاطر، وحصلت على ترتيب رقم 600 على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، وكان جزء من طموحي أن أكون مدرسا لأني كنت أحب أن أشرح للآخرين وأمارس التدريس وأنا لا أزال في التوجيهية وسنوات الجامعة الأولى". وعن الفارق بين التعليم في مصر حين كان طالبا والآن، أوضح رئيس المجلس الأعلى للإعلام أنّ "مبنى المدرسة كان جميلا، وغرفة الدراسة تطل على الحديقة، وكان عندنا حصة اسمها الأشغال نتعلم من خلالها كيف تعمل نماذج بالطين وغيرها من المهارات الإبداعية، وكيف تكون عضوا في فريق الرسم أو الخطابة، وكان المدرسين محترمين، مكانش المدرس يقعد مع التلميذ على القهوة زي ما بنشوف دلوقتي، كنا نهرب من الشارع الذي يسير به المعلم تقديرا له، وكانت العلاقات قريبة بين المدرس وأهل التلميذ وتكاد تكون تحت موقع مراقبة بلا مراقبة من الأسرة والمدرس، نحن نفتقد هذا الآن، فالأب مشغول يلاحق رزقه ولا يتابعهم، والأسرة مشغولة لا تجتمع وإذا اجتمعت كل واحد بيبص على التليفون بتاعه، فالمجتمع فقد التواصل والحميمية ومع ذلك نحن أفضل من غيرنا فلا تزال هناك بقايا صلات من رحم".