منذ طفولتها نما بداخلها حبها ل"بلاد العجائب"، وكبر لديها الحلم بزيارتها والتعرف على ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، لتضع حلمها على طائرة خشبية صغيرة، كتبت عليها كلمة الهند باللغة الإنجليزية "India"، وجعلتها أمام عينيها تغلقهما وهي تنظر إليها، وتفتحهما في الصباح لتكون أول ما يقع عليه نظرها، لتحقق ما أرادت بعد 6 سنوات من الحلم. لم تكن مريم سعيد، أكملت عامها ال14 بعد في عام 2006، حين وضعت أمامها حلم السفر إلى الهند، والتي تسلل حبها إلى قلبها عن طريق ابنة خالتها التي تكبرها بسبع سنوات "بنت خالتي راحت المركز الثقافي الهندي هنا وبدأت تتعلم هندي، وعن طريقها حبيت الهند وبقيت أتعرف عليها وأقرأ عنها" لينمو حب الفتاة الصغيرة لتلك البلاد وتصبح على قائمة أحلامها. طائرة خشبية صغيرة كانت تلعب بها الفتاة مع شقيقها، بدأت عن طريقها حلمها الصغير "جبت الطيارة وكتبت عليها India وخليتها قدامي"، لتمر السنوات تباعًا ويصبح السفر إلى الهند هو الحلم الأكبر لها في عام 2009 حين سافرت ابنة خالتها لتعيش في تلك البلاد مدة وتتزوج من أبنائها. "في سنة 2009 بقى السفر للهند هو الحلم اللي بنام وأصحى عليه" كلماتٌ عبَّرت بها الفتاة عن نمو الحلم بالسفر لتلك البلاد، ودراسة ثقافتها ومخابرة التعدد الموجود فيها عرقيًا ودينيًا وثقافيًا، حيث كانت لديها الثقة أنها ستجد فيها كل ما يمكن أن تحلم به، لتأخذ أول خطوة عملية نحو الحلم بعدها بعامين. في عام 2011، أقدمت "مريم" على خطوة استخراج جواز السفر "طلعت الباسبور وقررت إني خلاص هسافر، إزاي وإمتى معرفش بس هسافر" لتنتظر بعدها عامًا آخر حين أخبرتها والدتها أنها ستحقق حلمها بتوفير الأموال الخاصة لسفرها لبلاد العجائب وتحقيق حلمها، حين كانت في الفرقة الرابعة لكلية الزراعة. رغم المرور ببعض المشكلات التي أخرت السفر من شهر يوليو 2012 وحتى سبتمبر، إلا أن "مريم" حققت حلمها أخيرًا وبدلًا من الطائرة الخشبية الصغيرة صعدت سلم الطائرة المتجهة إلى الهند "يوم 18 سبتمبر 2012 حققت حلمي أخيرا وسافرت الهند وقضيت هناك أجمل شهر في حياتي". في مدينة "دلهي" الهندية قضت الفتاة شهرًا، اختبرت فيه البلاد التي أحبتها منذ نعومة أظافرها وحلمت بالسفر لها سنوات طويلة، كانت تركز فيها مقلتيها على طائرة خشبية صغيرة كتبت عليها اسمها "لقيت فيها أكتر من اللي تخيلته، تعدد ثقافي وديني وبلد نضيفة ومشوفتش فيها عنصرية والأسعار رخيصة وجودة الخدمات عالية، مش عارفة اللي بيتكلموا عنها وحش راحوا فين"، لينمو لديها حلم آخر بالعمل في الهند بعد الانتهاء من رسالة الدكتوراه الخاصة بها.