قديمًا كانت ترى بعض الأسر المصرية، لعب كرة القدم "مضيعة للوقت"، فكانت تمنع أبنائها عنها، إلا أنه بمرور الزمن أصبحت كرة القدم، تمثل شغفًا حقيقيًا لدى الكثيرين، وتحول الأمر تمامًا، حتى أصبح أمل كل بيت مصري، أن يخرج من بين أبنائه لاعبًا ذائع الصيت أسوة بفخر العرب محمد صلاح. أعضاء بمجلس النواب، رأوا أن كرة القدم، لعبة تقوم على الموهبة من الأساس، ومن ثم هناك بعض المعوقات التي يجب تجاوزها ليستطيع منتخب مصر الوقوف على قدميه، وأن يضم خيرة موهوبي الكرة المصرية، من بينها الحد من المجاملات التي تفسد المنظومة الرياضية برمتها، كذلك عودة الكشّاف الذي يتولى اختيار المواهب الحقيقية، والتقاطها من بين أبناء الشارع ومراكز الشباب دون واسطة، وتقنين أكاديميات الكرة التي باتت بعضها "سبوبة" لجمع الأموال. "البطيخي": صراع الأندية على اللاعبين الأجانب أثر سلبًا على المنتخب النائب سمير البطيخي، عضو لجنة الرياضة بالبرلمان، قال ل"الوطن"، إن أزمة الكرة الحقيقية، تكمن في عدم الانتماء، والاكتفاء بالاحتراف وبتحصيل الأموال، متابعًا: "هناك مشكلة تؤثر سلبًا على منتخبنا القومي، هي أن كل نادي يأتي بنحو 5 لاعيبة من الأجانب، وعلى رأسهم أندية القمة، في مراكز مؤثرة مثل رأس الحربة، أو الأركان، كما أن كل ناد يريد الفوز، فيدخلون في صراع شراء لاعبين من الخارج بمبالغ كبيرة، والنتيجة هي ركن الموهوبين واللاعبين المصريين على الرف، وبالتالي عندما يتم الاستعانة بهم في المنتخب الوطني يكونوا غير مؤهلين بالمرة ولا يتمتعوا بأي ثقة، خصوصًا أن كرة القدم كما أنها موهبة فهي صناعة واحتراف". وفيما يخص "الكشّاف" الذي كان يقوم باكتشاف المواهب الكروية في القرى والنجوع ومراكز الشباب، أوضح عضو البرلمان، أن "الكشّاف" مازال موجودًا، ووظيفة لم تنتهِ، ويحصلون على مبالغ طائلة ووظيفته مُربحة حال اكتشاف موهبة قوية، ولكن لم يعد ظاهرًا كما كان يحدث في السابق مع تطور العصر. واستطرد: "قد تكون هناك مجاملات في اختيار بعض اللاعبين ولكنها ليست فجة، فلا يوجد مدرب يريد أن يخاطر بمستقبل فريقه، ويضم إليه 11 لاعبًا من أجل الواسطة والمجاملات، ولكن قد يضم لاعبا أو اثنين فقط مجاملة لأحد وفي المباريات التي ليست ذات أهمية أو سهلة، حتى لا يدفع المدرب الثمن في النهاية". أحمد علي، عضو مجلس النواب، قال ل"الوطن"، إن بعض "المجاملات" في مجال كرة القدم، أفسدت المنظومة الكروية، وظهرت جلية في بطولة أمم أفريقيا، مشيرًا إلى أن بعض المديرين الفنيين عن طريق وكيل اللاعبين، يقوموا باختيار عناصر بعينها مقابل نسبة من العقد المادي، "عشان اللاعب يلعب لازم يدفع". وأضاف عضو البرلمان: "المنظومة يجب أن تعمل بشكل سليم أسوة بالماضي، الذي كان فيه رجل يعمل كشافًا مهمته اللف والدوران والبحث عن مواهب جديدة في الشارع، وهو ما حدث مع الكابتن محمود الخطيب، وكان يلعب وهو صغير في نادي النصر، والتقطه أحد الكشّافة، وساعده على الوصول إلى النادي الأهلي وأصبح بيبو أسطورة كروية، وهو ما حدث مع كثير من اللاعبين أصحاب المواهب مثل عماد متعب، الذي كان يلعب في نادي النيل واكتشفه كشّاف أيضًا". علي: الأكاديميات الرياضية مجرد سبوبة للحصول على الأموال من جيوب الأسر ويجب تقنينها واستطرد: "للأسف الآن هذا الكشّاف لم نعد نسمع عنه كثيرًا، مقابل ظهور أكاديميات تزعم أنها تعلّم كرة القدم، وهذا مخالف للواقع، لأن الكرة في الأساس موهبة يتم تطويرها، وبالتالي هذه النوعية من الأكاديميات مجرد سبوبة للحصول علي الأموال من جيب الأسر التي تطمح في أن يصبح أحد أبناءها لاعبًا ذائع الصيت، وبالتالي يجب تقنين هذه الأكاديميات". وقال عمرو الأشقر، عضو مجلس النواب، ل"الوطن"، إن المجاملات إذا دخلت الرياضة أفسدتها، خصوصًا أن كرة القدم و الألعاب الفردية والجماعية، أصبحت تمثل اسم مصر عالميًا، وبالتالي إذا سمحنا للمجاملات بالانتشار في قطاع الرياضة، ستكون كارثة بكل المقاييس. وأضاف عضو البرلمان، يجب أن يكون هناك انتقاءً حقيقيا لأصحاب المواهب والكفاءات، لكن اختيار لاعب لمجرد أنه نجل أحد لاعبي الكرة الكبار أمر سلبي للغاية ولا يقبله أي مدرب عاقل، مشيرًا إلى أن وظيفة الكشّاف أوشكت على الانقراض، خصوصًا أن جميع الأندية تجري اختباراتها بشكل مفتوح للجميع، وتساعدها مراكز الشباب في القرى والنجوع لاختيار المواهب الحقيقية، فضلًا عن وجود أكاديميات للكرة أصبحت تلعب هذا الدور.