"تراجع عن البيعة وهروب من لهيب المعارك"، نتيجة جديدة قدمتها دار الإفتاء المصرية عن حالة الدواعش بعد الهزائم التي لحقت بهم في سوريا والعراق، وهروب أعداد كبيرة من عناصر التنظيم الإرهابي. ورصد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، فيديو جديد لتنظيم أنصار بيت المقدس أحد أذرع تنظيم داعش بعنوان "عهد وثبات"، سعي التنظيم من خلاله للتأكيد على أمرين: 1- التنظيم ملتزم بالعهد والبيعة لخليفتهم المزعوم أبي بكر البغدادي 2- أنهم ثابتون في مواجهة النيران والمعارك والضربات التي تطالهم هنا وهناك وبحسب المرصد فإن الفيديو يؤكد على أن الهزائم الفادحة التي مُنِيَ بها التنظيم دفعت عناصره إلى اتجاهين: الأول: نقض البيعة والانقلاب على أبو بكر البغدادي الثاني: الهروب والاستسلام وعدم الإذعان لنداءات التنظيم بالثبات والصبر تقرير الإفتاء: ضعف كبير أصاب التنظيم على مختلف المستويات.. وموجات من الانشقاقات والهروب ونقض لبيعة البغدادي ووضع تقرير مرصد الفتاوي المتطرفة 6 نقاط تعليقًا علي الإصدار المرئي وشملت: 1- التنظيم الإرهابي ظل لفترة طويلة يؤكد أنه متماسك وثابت على بيعته للبغدادي، ولا يوجد أي انشقاقات أو تراجعات عن البيعة أو صراعات داخلية بين أجنحة التنظيم، إلا أن الإصدار الأخير أكد هذا الأمر ورسخه وفضح التنظيم من داخله. 2- عرض الإصدار المرئي لتنظيم بيت المقدس الإرهابي عدد من عناصر التنظيم يعيدون ترديد البيعة للبغدادي، سعيًا منهم لمواجهة سيل النقض لهذه البيعة بين عناصر التنظيم، وانقلاب الكثير منهم على منهج وفكر التنظيم، وانتقال البعض الآخر نحو التنظيم الأم "القاعدة"، فضلًا عن قيام عدد كبير من عناصر التنظيم بتسليم أنفسهم للسلطات المحلية والإدلاء بمعلومات حول خطط التنظيم وخلاياه 3- توقيت نشر الفيديو هام ومعبر عن الحالة التي يعيشها التنظيم مؤخرًا، نظرًا للحاجة الماسة لعناصره لرفع روحهم المعنوية وإيجاد منصة إعلامية لمخاطبة المؤيدين والتابعين 4- الهزائم المتلاحقة أدت لانعدام التواصل بين المركز والأطراف وجعل الكثيرين من الدواعش يوقنون أنهم مهزومين لا محالة، ففر الكثير منهم من المعارك، واستسلم فريق آخر 5- آلة داعش الإعلامية أصيبت في مقتل ولم تعد تلك الآلة التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بإصداراتها "الهوليودية"، فتقنيات التصوير غائبة تمامًا عن الإصدار، فضلًا عن الإخراج والأعمال الفنية، الأمر الذي يرسخ لدى الجميع أن التنظيم فقد جل قادته وكوادره الكبرى في مختلف التخصصات، ولم يبقَ سوى عناصر قليلة غير مؤهلة ولا مدربة على تنفيذ ما يطلب منها 5- أكد الفيديو الضعف الكبير الذي أصاب التنظيم على مختلف المستويات، وفقدانه الكثير من عناصره خاصة من القيادات والعناصر المدربة 6- التنظيم يواجه موجات من الانشقاقات والهروب ونقض لبيعة البغدادي، وغيرها من عوامل الانهيار والتصدع التي أصابت التنظيم الإرهابي في السنوات الأخيرة. توصيات الإفتاء: العمل على تفكيك أفكار العنف والتطرف في مهدها وتحصين المجتمعات من تلك الآفات وشددت دار الإفتاء في نهاية تقريرها على التأكيد على استمرارية المواجهة مع الأفكار المنشئة للتنظيمات التكفيرية والإرهابية حتى لا نواجه تنظيمات على شاكلة داعش مرة أخرى، حيث إن القضاء على العناصر القتالية للتنظيم لا يعني القضاء على أفكاره ومنطلقاته، وإنما لا بد من عمل جاد وموجه لتفكيك أفكار العنف والتطرف في مهدها وتحصين المجتمعات من تلك الآفات. كما شددت علي ضرورة العمل على نشر الأفكار والقيم البناءة والداعية إلى حفظ الأنفس والأموال والبناء والتنمية والعمران، خاصة أن القدرات القتالية والإعلامية للتنظيم قد تلقت ضربات قاصمة وَضَحَتْ بشكل واسع في جودة واحترافية الأداء الإعلامي والإخراج والتصوير، حيث عرض الفيديو لمشاهد بدائية تم تصويرها بشكل عشوائي وضعيف للغاية. "الزعفراني": هزائم نفسية كبري داخل داعش وسينتهي نهائيًا.. "هندي": المواجهة الفكرية الحل للقضاء النهائي على التنظيم وقال خالد الزعفراني الباحث في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات خاصة ل"الوطن" أن هناك حالة تشتت كبيرة داخل صفوف تنظيم داعش، خاصة بعد إعلان إنتهاء التنظيم في سوريا بشكل نهائي، وهناك محاولات من التنظيم لجمع صفوفه من جديد في ظل الضربات المتلاحقة التي شهدها، فهناك محاولات لرفع الروح المعنوية وعودة الثقة في القيادات مرة أخرى، لكن هناك هزائم نفسية كبري داخل التنظيم، وداعش سينتهي نهائيا في غضون سنوات معدودة، والتاريخ شاهد على ذلك، حيث خرجت العديد من حركات العنف وانتهت. وطالب عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، بضرورة وجود مواجهة فكرية شاملة، للقضاء النهائي علي التنظيم، حيث وضعت دار الافتاء رؤية لهذه المواجهة شملت تشمل تفكيك أفكار التنظيم وشعاراته الكبرى التي شكلت مسوغ وجوده وانتشاره، وفضح ممارساته الإجرامية عن طريق عرضها على ميزان الشرع الشريف، وتحصين المجتمعات من دعايته السوداء ومداخله الخبيثة، وإكساب المجتمعات القيم المناهضة للعنف والتطرف وقبول الاختلاف والتعددية والتنوع، والاعتقاد بأن حب الأوطان والحفاظ عليها من أعلى مراتب الإيمان، كذلك التصدي للبيئات الحاضنة للفكر الداعشي والمساندة له.