هو: زوجتي مولعة بالتخزين والكراكيب بشكل غير عاطفي، فحولت البلكونة إلى مخزن للأثاث المتهالك والملابس القديمة، وأعداد مهولة من مجلات الموضة والمرأة، وأشياء منزلية عديمة النفع والاستخدام، وعندما أناقشها لتخفيف ذلك الجبل من الكراكيب "تزغرلي"، قائلة: قد نحتاجها ذات يوم، من يدري؟ لقد طفح الكيل، فلا موضع لكرسي ولا لقدم إنسان وسط هذه الكراكيب بالبلكونة، حرمتني متعة الجلوس وقت العصاري، مع كوب الشاي الثقيل وسيجارتين، كما تمنى الملحن الكبير محمد الموجي في أغنيته اليتيمة، حتى جاء اليوم الموعود وانفجرت بوجهها، وأنا أشوط تلك الكراكيب بقدمي، وأرميها بقوة من البلكونة، حتى يتلقفها بائع الروبابكيا، الذي فرح بالكنز الذي هبط عليه من السما، بينما زوجتي تبكي ف مرارة، لأنني فرطت في كراكيبها وذكرياتها. هي: لا أدري لماذا يتفنن زوجي في إغاظتي والنيل من أعصابي، هو لا يدرك قيمة الأشياء القديمة التي يطلق عليها (كراكيب)، فهي تمثل ذكريات قديمة.. ملابس ابنى الصغير وهو مازال يحبو، وآلة فرم قديمة ورثتها عن أمي، وبرواز قديم لروميو وجولييت، كنت قد عكفت على تلوينه فترة طويلة وأنا حامل بابنتي، إلى أن شعرت بالممل وركنته بالبلكونة، وأشياء أخرى كثيرة قد نحتاجها ذات يوم في إصلاح شىء ما بالبيت. الذي "قهرني" كثيرًا، هو رمي زوجي تلك الأشياء الثمينة من البلكونة، ولم يبالى بتشبثي بتلابيبه ولا توسلاتي بتركها في حالها، حتى أن بائع الروبابيكيا الذي تصادف وجوده هلل وفرح بذلك الكنز، ثم لم يلبث أن فر هاربا بغنائمه دون أن يدفع جنيهًا واحدًا. هل لديكِ أية كراكيب؟ وما موقف زوجك من تعلقك بها؟.. يمكنك مشاركتنا بتجربتك وإحساسك لو زوجك أصر على التخلص من كل الكراكيب؟