"وش السعد"، قد يكون هذا المصطلح الشعبي المصري الدارج في أوساط مشجعي الكرة في مصر، هو الوصف الأدق لعلاقة محمد صلاح، نجم منتخب مصر المحترف في ليفربول الإنجليزي، بالأندية الإيطالية، سواء كان لاعبًا فيها أو منافسًا لها، فكانت إيطاليا البوابة، التي عاد منها صلاح إلى البريميرليج من جديد، ليبزغ نجمه مع ليفربول، ويحقق ألقابًا وجوائز عديدة. ولعل أفضل الألقاب والجوائز التي حصدها "صلاح"، حصوله على لقب هداف الدوري، ونيله جائزة أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي، وتصنيفه ضمن أفضل 10 لاعبين على مستوى العالم، وفوزه بجائزة أفضل لاعب أفريقي، التي كانت حلم بعيد المنال منذ حصول نجم الكرة المصرية محمود الخطيب عليها في الثمانينات، كما كانت مواجهات أندية إيطاليا، بوابة أخرى للعبور بتأشيرة النجومية في دوري أبطال أوروبا، ولعل مواجهة نابولي بالأمس، آخر الهدايا السعيدة القادمة من إيطاليا للفرعون المصري. "23 يونيو 2017، و24 أبريل 2018 و11 ديسمبر 2018"، 3 تواريخ سعيدة في حياة "الفرعون" لن ينساها طوال تاريخه، وكلها حملت بصمة إيطالية، الأول هو تاريخ توقيعه رسميًا عقد انتقاله من روما الإيطالي إلى "الريدز" في صفقة تاريخية، جعلت من محمد صلاح أغلى صفقة في تاريخ نادي ليفربول. أما أبريل وديسمبر 2018، فكانا موعدًا له للمرور من عنق الزجاجة في ثاني أقوى بطولة عالميًا في كرة القدم بعد كأس العالم، ورغم أن صلاح منذ احترافه بأوروبا واجه الفرق الإيطالية ب6 مواجهات، هز فيها شباكها بثلاث أهداف، وصنع 3 آخرين؛ لكن في أبريل الماضي كانت المواجهة الأشرس، حينما قاد صلاح فريق ليفربول الإنجليزي لتحقيق فوز تاريخي على ضيفه "روما الإيطالي"، بخمسة أهداف مقابل هدفين؛ في مواجهة أقيمت على ملعب "آنفيلد"، ضمن منافسات نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، وسجل صلاح هدف التقدم لصالح ليفربول من تسديدة فى الدقيقة 35 من زمن المباراة، رافضًا الاحتفال أمام فريقه السابق الذي قضى بقميصه موسمين، ثم الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من زمن الشوط الأول، كما صنع هدف ليفربول الثالث الذي سجله السنغالي ساديو ماني في الدقيقة 55، والرابع الذي سجله روبرتو فيرمينو فى الدقيقة 61 من زمن المباراة. ورغم خسارة "الريدز" في المباراة التالية أمام مضيفه "روما الإيطالي" بنتيجة 2/4، على ملعب "الأولمبيكو، ضمن منافسات إياب الدور نصف النهائي للمسابقة، إلا أنه حسم تأهله لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 11 عامًا، وذلك بمجموع المباراتين بتألق صلاح الذي تمكن من تسجل "هدفين" وصناعة مثلهما. أما أمس، كان هدف النجم محمد صلاح خلال مباراة فريقه أمام نادي نابولي الإيطالي بمثابة خروج من مأزق كروي واجهه الفريق في دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد أن صارت كل فرق "مجموعة الموت" على موعد مع التأهل، ولم يكن أمام "ليفربول" سوى الفوز للعبور إلى الدور القاد، ليفعلها "مو"، ويستمر "الطليان وش السعد عليه".
