داخل مسجد الوادي المقدس بمدينة سانت كاترين، أدى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، ناقلا خلالها رسالة سامية عن التسامح بين الأديان جميعا، وإشارة إلى ذلك أقيمت في نفس الوقت الصلاة بكنيسة سانت كاترين. وتأتي الخطبة على هامش فعاليات احتفالية ملتقى السلام العالمي تحت شعار "هنا نصلي معا" بوادي الراحة من مدينة سانت كاترين، داخل أهم مساجد جنوبسيناء وأشهرها، والذي يقع داخل دير سانت كاترين بمحافظة سيناء بالجزء الشمالي الغربي داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية به، حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة. ويرجع تاريخ بناء المسجد، كما يوضح النص التأسيسي له، إلى سنة 500 هجريا على يد الأمير "أنوشتكين" في عهد الخليفة الأمر بأحكام الله الذي تولى الخلافة بين عامي 1101 - 1129، منقسما "الوادي المقدس" إلى 6 أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجرانيتي المنحوت، ثلاثة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة منهما متعامدة عليه، وبالمسجد ثلاثة محاريب، ومنبر خشبي يرجع للعصر الفاطمي، إضافة إلى مئذنة من الحجر الجرانيتي. من جانبه قال الدكتور خالد سالم، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، إن تزامن الأذان مع أجراس الكنيسة هو إشعار بالصلاة تظهر مدى الأخوة والمحبة بين المسلمون والمسيحيون على أرض مصر، مشيرا ل"الوطن" أن من حق كل دين ممارسة شعائره دون إكراه أو خوف. وأضاف سالم، إلى أن إقامة مؤتمر ملتقى السلام العالمي ينم على الروح الطيبة بين الجميع، بالإضافة لأنها رسالة سلام تجمع القواسم المشتركة للأديان في القيم والأخلاق والمحافظة على النفس والعقل كما أوضح الدكتور أحمد رضا، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، ل"الوطن" أن ملتقى الأديان هو إحياء لسنة الحوار بين الأديان كما أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأكيدا لنظرية التدافع الحضاري واعتراف الإسلام بوجود الأديان الأخرى، وحق كل شخص في الحياة والوجود، ولابد من تعاون أصحاب الرسالات المختلفة معا لإظهار مدى التسامح بين الجميع.