رصدت «الوطن» وجود حالات من الضيق الشديد لدى عدد كبير من المواطنين البريطانيين بسبب إقامة الأولمبياد فى هذا التوقيت فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها البلاد، وزيادة نسبتى الكساد والبطالة، فى حين أن الحكومة دفعت مليارات الجنيهات لإقامة البطولة. وقام عدد من عمال المترو بالإضراب عن العمل قبل يومين على الافتتاح اعتراضا على ضعف المقابل المادى الذى يحصلون عليه، خصوصاً أن الحكومة تستغل الدورة الأولمبية للحصول على دخل مادى كبير بأى شكل دون النظر إلى المواطنين -على حد قولهم- وتسببت تلك الأزمة فى تأخر العديد من القطارات الأرضية، مما أدى إلى تكدس المواطنين والسائحين داخل المترو لفترات طويلة على غير المعتاد. وتكرر نفس الأمر مع ضباط مطار «هيثرو» الذين اعترضوا على الرواتب الضعيفة التى يحصلون عليها، فى حين أنهم يسهلون إجراءات دخول مئات الآلاف إلى لندن الذين سيدرون الملايين على الحكومة. فيما اشتكى عدد من سائقى التاكسى من حالة الكساد التى تسيطر على العمل خلال أيام الدورة الأولمبية مؤكدين أن الحكومة الإنجليزية لم تنجح فى جذب العدد المتوقع من السائحين لمتابعة الدورة، خصوصا أنهم كانوا يتوقعون إقبالا ضخما قد يتسبب فى اختناق مرورى، وهو ما لم يحدث حتى قبل ساعات من انطلاق الدورة. وتبرز على السطح العديد من الأزمات التنظيمية المتعلقة باللجنة المنظمة التى تسعى لتحقيق أى مكسب مادى وتوفير النفقات حتى على حساب المظهر العام للبطولة حيث إنها قامت بعمل تعريفة لاستخدام الإنترنت بالمركز الصحفى الرئيسى داخل القرية الأولمبية، بالإضافة إلى أن تلك التعريفة أغلى فى الثمن حيث وصل ثمن الكارت للاستخدام مرة واحدة سبعة جنيهات إسترلينى، على الرغم من أن الدورات الرياضية الكبرى يتم إتاحة الإنترنت فى أى وقت دون مقابل. وفى ذات السياق، قامت اللجنة المنظمة بسحب الأوتوبيسات التى كانت تنقل اللاعبين من أماكن إقامتهم لملاعب التدريب، وتم توجيهها لنقل المسئولين والإداريين والجماهير من خارج القرية الأولمبية إلى الملعب الأولمبى فى يوم الافتتاح، واضطر عدد من المدربين فى مقدمتهم أشرف حافظ المدير الفنى لمنتخب المصارعة الذى خاض تدريبا فى صالة الألعاب الرياضية «جيم» بسبب عدم توفر سيارة تنقل الفريق. ومن أهم المشاكل التنظيمية الواضحة هى الأمن الزائد على اللزوم الذى فرضته السلطات البريطانية خلال البطولة، خوفا من الإرهابيين، حتى إنه كلما سار الفرد 10 مترات داخل القرية الأولمبية وجد عسكرى أمن يقوم بتفتيشه مع منع دخول أى فرد إلى القرية الأولمبية باستثناء اللاعبين والمدربين. ومنعت اللجنة الصحفيين من حضور تدريبات الفرق داخل القرية الأولمبية، وهددت بأن أى لجنة محلية منحت تصاريح لصحفيين بالدخول سيتم اكتشافها وسيتم توقيع عقوبة على ذلك الفريق.