تظاهر الآلاف في فيينا، السبت، ضد ما اعتبروه تصاعد التمييز والعنصرية في النمسا، متحدّين الثلوج والبرد القارس. ورفع متظاهرون لافتات تندد بالحكومة التي يترأسها منذ ديسمبر الماضي المستشار سيباستيان كورتز، زعيم حزب الشعب المحافظ، ونائبه هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف. وجعلت الحكومة النمسوية من التصدي للهجرة إحدى أولوياتها، متعهدة تشديد إجراءات الهجرة وزيادة عمليات الترحيل. وقال الخطباء في التظاهرة التي نظمها اليسار والجماعات المناهضة للعنصرية، أن سياسات الحكومة تهدد بجعل الأجانب كبش فداء للمشاكل الاجتماعية. وقالت دانييلا غروبر برونر النائبة في البرلمان عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي: "أنا هنا معكم لأنه بعد 80 عاما من سيطرة النازيين على النمسا، لا أريد أن يتعرض الناس مجددا للتمييز بسبب أصولهم". وشدد كثر على ما كشف مؤخرا عن استمرار ظاهرة معاداة السامية في منظمات طالبية يمينية تضم سياسيين نافذين من حزب الحرية. وقالت مؤسسة جمعية "أوماس جيجن ريختس"، جدات ضد اليمين، مونيكا سالتسر البالغة من العمر 70 عاما لوكالة فرانس برس: "يخيم شبح اليمين المتطرف اليوم على أوروبا". وابدت سالتسر قلقها من أن تتحول النمسا إلى ديموقراطية موجهة على طريقة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان". وأشارت إلى أن الجدل الذي شهدته البلاد مؤخرا جراء دهم وحدة في الشرطة يقودها مسؤول في حزب الحرية لوكالة الاستخبارات في النمسا، يشكل دليلا على أن حزب الحرية يريد السيطرة على مؤسسات الدولة. لكن الحزب ينفي هذه الاتهامات مؤكدا أنه ينبذ معاداة السامية والعنصرية. وقدر منظمو التظاهرة عدد المشاركين فيها بنحو ثمانية آلاف، في حين قدرت الشرطة عددهم ب3400 شخص.