كتب: أحمد محمد عبدالباسط بدأ الأمر في القرن السادس عشر، عندما حقق الفهم البشري لعالمنا والكون الذي نعيش فيه ثورةً تبلورت مع إدراكنا لحقيقةٍ بسيطة، ألا وهي الأرض تتحرك ليس فقط حول الشمس، بل وحول نفسها أيضًا. وبينما استغرق الأمر عدة قرون حتى أصبح الأمر مقبولاً عالميًا (حيث تعرض بعض الناس للاضطهاد والإقامة الجبرية بسبب هذا الأمر)، فإن حقيقة أن الأرض تدور حول الشمس وحول محورها سرعان ما أصبحت حقيقة مقبولة، بحسب ما قاله موقع "ناسا" باللغة العربية. والمعروف للجميع أن الأرض تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق، ولما كانت النجوم ومنها الشمس ثابتة نسبيًا، والأرض هي المتحركة فإنه يبدو لنا كما لو كانت النجوم والشمس تتحرك في قبة السماء في اتجاه معاكس أي من الشرق إلى الغرب. لكن ماذا يحدث إذا تحركت الأرض في اتجاه معكاس لما هي عليه الآن، أي من الشرق إلى الغرب؟ ووفقًا لما قاله موقع "ذا أتلانتيك" الأمريكي، ستكون النتيجة الأولية البديهية لهذا الأمر هي أن الشمس ستشرق من الغرب وتغرب في الشرق. وبالنسبة للمخلوقات فإن ذلك سيعني أن المنحدرات التي تواجه الشرق سوف تأخذ وقتًا أطول حتى يغمرها الدفء في الصباح الأمر الذي ستكون له آثاره في تلك المناطق على الحيوان والنبات. أما فيما يتعلق بالحياة البحرية فإن حركة المد والجزر ستمتد على مستوى الكرة الأرضية في الاتجاه المعاكس (أي باتجاه الشرق)، وبالنسبة لمعظم الشواطئ فانه لن يكون لذلك تأثير كبير، فحركة المد والجزر ستستمر في الصعود والهبوط مرتين في اليوم، غير أن هنالك مناطق قليلة سيحدث فيها شكل الشاطئ حركة مد وجزر غير عادية أو حدوث مد وجزر مزدوج، وقد تكون لهذا الأمر نتائج منها انقراض بعض الأنواع في مناطق محدودة. أما على مستوى الكرة الأرضية، فإن دوران الأرض حول نفسها تنتج عنه النظم المناخية الكبرى وأنه إذا ما غيرت الأرض اتجاه دورانها، فإن تيار الطبقة العليا في الجو، وتيار الخليج في المحيط الأطلسي سيتغير اتجاههما.