فجوة واسعة تفصل بين خيالهم والواقع المحيط بهم، أنصار الرئيس المعزول يملأ عقولهم التضامن الشعبى ومشاركة المواطنين لاعتصامهم من أجل عودة نظام الإخوان، فى الوقت الذى يقول فيه واقعهم نتيجة أخرى.. مفادها أن معتصمى النهضة يفتقدون خيوط الوصال بمن خارج دائرة النهضة، لا تشهد الفترة الليلية إقبالاً ولا مشاركة لتجديد دماء وهواء الاعتصام بعناصر بشرية جديدة، العزوف الشعبى عن الإخوان ومجالسهم أحدث خللاً فى تصرفات المعتصمين بميدان النهضة.. ودفعهم لاختيار الأفعال العجيبة غير المتناسقة وطبيعة الثقافة والدين والمجتمع المصرى والعقل الإنسانى من الأساس. بين ممرات الاعتصام.. دائرة بيضاوية على الأرض ومحددة بالطوب، بداخلها ورقتان باهتتان من سفح أشعة الشمس المتعامدة عليها فى ساعات الظهيرة، «هنا سقط الشهيد عبداللطيف عبدالله محمد» عنوان الورقة المدون عليها بيانات الشهيد ولفظ الجلالة وملقاة على الأرض بالمخالفة للثقافة الإسلامية لدى المصريين، تؤكد بيانات الشهيد أنه قتل يوم 23 يوليو المنقضى فى أحداث ميدان النهضة «من إمبابة ولديه أم وزوجة و3 أبناء». فى الناحية الجنوبية من الاعتصام.. يشارك حازم صلاح أبوإسماعيل أنصار الشرعية اعتصامهم من خلال صوره المنتشرة على الخيام إلى جوار صور الرئيس السابق محمد مرسى، بوسترات كبيرة تحمل صورة أبوإسماعيل ترجع جميعها إلى فترة الانتخابات الرئاسية، فالشيخ السلفى يؤيد وينافس فى آن واحد.. يؤيد من خلال رفع صوره على بيوت اعتصام أنصاره وأولاده المناصرين لشرعية مرسى، بينما ينافس بصوره التى تحمل شعاراته الانتخابية «سنحيا كراماً.. وأبوإسماعيل رئيساً للجمهورية»، إلى جوار صور الرئيس المعزول على أقمشة خيام الاعتصام. بين صلاتى التهجد والفجر.. ينصرف المعتصمون فى طابور طوعى لأخذ وجبات سحور صائمى الستة البيض كما يقال عليها، يشيد عم حسن صاحب اللحية الكثة بجيل الثورة، مثنياً على دوره فى الثورة «أيامكم حلوة وقدرتوا تخلونا نرفع راسنا فى وش الذل»، يتابع الرجل السبعينى حديثه عن الاعتصام ووجوب الشهادة من أجل الشريعة والشرعية المسلوبة «من بختكم أن منكم شهدا بتروح من أجل الدين.. ده يخلى الواحد يموت وهو مطمن على البلد والدين»، الرأى الذى يتفق فيه عم سيد، أحد المعتصمين وبائع التين الشوكى بالنهضة.. يتفق على استحالة فض اعتصام الإخوان، لأن البديل سيكون عشرات الشهداء، حسب قولهم فى دردشة عن احتمالية فض اعتصامى النهضة ورابعة، لا يكاد الحديث ينتهى حتى ترفع المنصة أذان الفجر بعد توقفها وقت السحور، أثناء الصلاة والتضرع برفع الدعاء للسماء على أكف المعتصمين المصلين تظهر إحدى مفارقات أنصار المعزول، يخلط إمام المصلين بين الدعاء بتفريج الغمة وحفظ وفك أسر د. محمد مرسى ونصرة أصحاب الشرعية ودولة الإسلام، والدعاء على الفريق أول عبدالفتاح السيسى ومؤيدى خارطة الطريق، فحسب قول الإمام فى الصلاة: «اللهم يتّم أبناءهم وابتلِهم فى أجسادهم وأرهم فى أبنائهم وأعز ما تملك أنفسهم»، يغرق الإمام فى تمنى الضرر لخصومه السياسيين وسط أصوات هادرة من صفوف المصلين بالتأمين على دعواته. الأخبار المتعلقة: «يحيى» نقاش واستورجى وسائق توك توك.. والآن «بياع شاى» فى رابعة «كريم»: الإخوان هددونى بالقتل 3 مرات لأننى منعتهم من النوم فى مدخل العمارة يوميات الاعتصام: الدعاء على «السيسى» .. و«ملاعب الكرة» على الأطراف «رابعة»: مدرعات «فهد» و20 تشكيلاً أمنياً فى محيط الاعتصام تكثيف أمنى بمحيط الاعتصام.. ووصول 36 مدرعة جديدة للجيش والشرطة أهالى «بين السرايات» يستغيثون: الاعتصام «خرب بيوتنا» مسئول ب«الأممالمتحدة»: سنرفض شكاوى الإخوان لعدم استنفادها الإجراءات «اعتصام النهضة»: تهديدات بإعلان «العصيان المدنى» وأنصار «المعزول» يجددون البيعة ل«مرسى» «الإخوان» تكلف الدعاة بتصوير ما يحدث على أنه «حرب على الإسلام» تقودها الكنيسة