تؤمن سمية الخشاب أن النجاح لا يمكن أن يكون وليد الصدفة، وتدرك جيداً أن الاجتهاد والإخلاص هما مفتاح الطريق إلى القمة، بهذا المنطق قدمت خلال مشوارها الفنى العديد من الأعمال المتميزة ما بين التمثيل والغناء، وفى رمضان هذا العام اختارت أن تخوض لأول مرة تجربة تقديم البرامج من خلال برنامج «سمية والستات»، الذى يعرض على قناة «القاهرة والناس»، وفى نفس الوقت يعرض لها مسلسل «ميراث الريح» أمام محمود حميدة. حول تفاصيل البرنامج وظروف إنتاجه، وملامح دورها فى المسلسل، وخطة أعمالها فى الفترة المقبلة كان هذا الحوار. * كيف جاءت فكرة تقديمك لبرنامج «سمية والستات»؟ - منذ فترة طويلة وأنا تراودنى فكرة تقديم برنامج تليفزيونى، وبالفعل عرض على أكثر من برنامج ولكنى رفضتها لعدم اقتناعى بها بسبب تكرارها ونمطيتها، حتى عرض على الخبير الإعلامى طارق نور مالك قناة «القاهرة والناس» فكرة برنامج «سمية والستات»، وقتها فقط وجدت فيها كل ما كنت أريده بداية من كونه بعيداً عن الفن، مروراً باهتمامه بشئون المرأة وتفاصيل حياتها والقضايا التى تخصها، بالإضافة إلى تحرره فى غالبيته من أسر الأستديوهات المغلقة إلى التصوير الخارجى، فقمنا بالسفر إلى أكثر من 10 دول، منها ألمانيا و إيطاليا وتركيا ولبنان والإمارات والسنغال وإسبانيا واليونان وفرنسا والمغرب والكويت والأردن. * وما الغرض من فكرة السفر إلى دول كثيرة فى الشرق والغرب؟ - الأساس فيها هو التعرض لثقافات وأفكار مختلفة بشكل يخدم الفكرة الأصلية للبرنامج، وفى نفس الوقت يوفر حالة من الإبهار لا تتحقق إلا بالتصوير الخارجى فى الأماكن الطبيعية الساحرة التى صورنا فيها، وقد كانت تلك فكرتى وتحمس لها على الفور طارق نور بعد أن شاهد أولى الحلقات التى صورناها فى لبنان، وقال لى: «لا بد أن تظهرى بشكل لائق باسمك ويكون لك طعم مختلف عن باقى البرامج»، وبالفعل وفر لى كل الإمكانيات ليظهر البرنامج بشكل جذاب ومبهر. * ما أطرف المواقف التى تعرضت لها أثناء تصوير البرنامج؟ - هناك الكثير من المواقف الصعبة والطريفة التى حدثت لنا أثناء التصوير، فبعيداً عن اختلاف درجات الحرارة فى كل بلد كنا نسافره، وحالة الإجهاد والتعب التى فرضها علينا التنقل من مكان لآخر، بجانب ضيق الوقت المتاح للتصوير، فهناك مواقف أخرى لا تنسى مثل مشاركتى فى سباق «الفورميلا» لسباق السيارات فى منطقة «يس» بإمارة أبوظبى، حيث تدربت على قيادة السيارة «الفيرارى»، لكنى فوجئت أثناء السباق أن السيارة ستسير بسرعة 500 كم فى الساعة، وقد أصبت بالرعب الشديد أثناء السباق، بالإضافة للكثير من المواقف الأخرى فى تركيا وألمانيا وإيطاليا وغيرها. * وما أكثر الدول التى استمتعت بزيارتها؟ - من الدول التى استمتعت بزيارتها جداً الإمارات، حيث قمنا بزيارتها مرتين؛ الأولى فى أبوظبى، والثانية فى دبى، حيث وجدت فى هذه المدينة أماكن ساحرة، من هذه الأماكن «منتجع القرم»، الذى أعتبره من أجمل المعالم التى شاهدتها على مستوى العالم، وأشجار «القرم» هذه جعلها الشيخ زايد (رحمة الله عليه) محمية طبيعية، غنية وآمنة لتكاثر عدة أنواع من الأسماك والثعابين البحرية والسلاحف والأسماك التجارية مثل الروبيان والسنوبر وسمك الناخر، وبالإضافة لمنتجع القرم هناك الصحراء، لون رمالها رائع مثل «الذهب»، لهذا تقام حفلات ومسابقات وأنشطة كثيرة فى تلك الصحراء. وأيضاً استمتعت فى زيارتى لألمانيا وبالتحديد مدينة ميونخ، حيث زرت أهم أماكن بها وأهم سوق للتوابل والتقيت أحد أشهر الطهاة فى العالم فى مطعمه الخاص المسمى «شوبك». * من أكثر شخصية استمتعت بإجراء حوار معها ضمن الحلقات؟ - هنالك الكثير من الشخصيات التى لا تزال عالقة فى ذهنى، ولى شرط أن تكون من المشاهير، فهناك لقاءات كانت مع بعض الشحاذين فى روما الذين يمكثون 12 ساعة لتجميع «النقود» من المارة، وأيضاً استمتعت بحوار مع مدرب فريق روما لكرة القدم، وفى نفس الوقت نجم المونديال عام 1995، ورغم أنه لا يجرى حوارات فإننى استطعت أن أجرى معه حواراً، وذهبت إليه فى منزله واستقبلنى هو وزوجته بترحاب شديد وقبلت دعوتهم على الغداء. * وما ردود الفعل التى جاءتك عقب عرض أولى الحلقات؟ - الحمد لله، جاءت ردود الفعل أفضل بكثير مما توقعت وتمنيت، حيث علق الكثيرون على تنوع الفقرات فى البرنامج وأبدوا انبهارهم بأجواء التصوير فى الطبيعة الساحرة فى العديد من البلاد، والحمد لله أن ردود الفعل جاءت على نفس قدر الجهد الذى بذلناه فى التصوير، وهذا ما شجعنى على القبول باستمرار تقديم حلقات البرنامج لما بعد رمضان على نفس القناة. * الفترة الماضية شهدت اتجاه عدد كبير من الفنانين لتقديم البرامج والبعض وصف ذلك بالسعى وراء المادة.. ما تعليقك؟ - بالنسبة لى لم أسعَ على الإطلاق عندما فكرت فى تقديم برنامج إلى المادة، فطوال عمرى تحكمنى فى اختياراتى عوامل كثيرة أهمها جودة العمل وماذا سيشكل من إضافة إلى رصيدى الفنى، ولكنى لم أفكر بمنطق «السبوبة» على الإطلاق، وإلا كنت قد قبلت أعمالا تليفزيونية وسينمائية كثيرة تعرض على وأرفضها بسبب عدم جودتها، وأعتقد أن غالبية الفنانين الذين قدموا برامج تعاملوا بنفس المنطق، وإن كنت أعتبر تجربتى مختلفة بعض الشىء، لأنها لم تكرر فكرة الاعتماد على الجانب الفنى، وأعتبر ذلك من أخطاء شركات الإنتاج التى قدمت هذه الأعمال لهم، لأنها لم تفكر فى استغلال نجوميتهم فى أشكال وأفكار جديدة. * بعيداً عن البرنامج، ماذا عن مسلسلك «ميراث الريح» الذى تخوضين من خلاله ماراثون الدراما الرمضانية؟ - هذا المسلسل من الأعمال التى أعتز بتقديمها فى مشوارى الفنى، بسبب اشتراكى فيها مع النجم محمود حميدة الذى أعتبره فاكهة الدراما الرمضانية هذا العام، حيث يعود بعد غياب طويل عن الدراما، وأجسد فى العمل شخصية «رحمة» ابنة حى السيدة زينب التى تتزوج من رجل أعمال وتسافر معه إلى دول الخليج لمدة 8 سنوات، وبعد سنوات تعود لتقف بجوار صديق والدها القديم محمود حميدة الذى يعانى من جحود أولاده، وهى فى رأيى شخصية نادرة نحتاج إلى وجود الكثيرين منها هذه الأيام، وقصة المسلسل من النوع الاجتماعى الذى يعبر عن حياة الناس فى مجتمعاتنا العربية، ويناقش أكثر من قضية منها عقوق الأبناء وأزمة المخدرات وقصص الكفاح. * ألم تترددى فى قبول مسلسل به بطولة مشتركة بعد أن قدمت البطولة المطلقة؟ - على الإطلاق، لم أتردد للحظة، فالبطولة المشتركة هنا مع نجم بحجم محمود حميدة، كما أننى لا أحسب الأمور دائما بالمساحة، فما يشغلنى فى المقام الأول هو ماذا سيضيف لى هذا الدور مهما كانت مساحته، وهناك الكثير من الأعمال التى لن أتردد فى قبولها لو وجدت فى أحد أدوارها إضافة لى، والتجربة أثبتت نجاح الكثير من المسلسلات التى تعتمد على البطولة الجماعية. * ماذا عن مشاريعك فى السينما بعد «ساعة ونص»؟ - عرضت على أفلام كثيرة خلال الفترة الماضية، لكنى لم أجد نفسى فى أى سيناريو منها، وأنتظر السيناريو الذى يقدمنى بصورة وشكل جديد، خاصة بعد النجاح الفنى الكبير الذى حققه فيلمى الأخير «ساعة ونص». * وبالنسبة للغناء، هل هناك مشاريع مقبلة؟ - انشغالى بالبرنامج والمسلسل أبعدنى لفترة طويلة عن الغناء، وبمجرد انتهائى من تصوير البرنامج سأتفرغ كلياً للغناء، وأستعد للتحضير لأغنية خليجية «سنجل».